وفي نهاية شهر ديسمبر الماضي، حفرت العربة الجوالة ذات الحجم الصغير في صخرة تسمى "إيسول"، لكنها لم تستطع إغلاق أنبوب التيتانيوم كما هو مخطط له. وذلك لأن الحصى سقطت ما أدى إلى انسداد نظام مناولة العينات.
وبعد مناورة تقنية تضمنت تدوير المثقاب بسرعة كبيرة، ثم قلبه رأسا على عقب، أزال مهندسو ناسا العقبة في منتصف يناير.
وتمكنت مركبة "بيرسيفيرانس" مرة أخرى من الحصول أخيرا على عينة من المريخ، ووجدت الصخرة مغطاة بعلامات حفر وكشط تشبه وجها مصدوما.
وغردت ناسا عبر حساب "بيرسيفيرانس" على "تويتر" في 31 يناير: "بدت هذه الصخرة مندهشة تقريبا لأنني عدت! لحسن الحظ، تمكنت من جمع عينة أخرى هنا لتحل محل العينة التي تجاهلتها سابقا''.
وتابعت التغريدة: "قد تكون هذه واحدة من أقدم الصخور التي أختبرها، لذا يمكن أن تساعدنا في فهم تاريخ هذا المكان."
وتضمن منشور حساب "بيرسيفيرانس" على "تويتر" صورا للصخرة المنقوشة، بالإضافة إلى صورة النواة الصخرية التي تم جمعها حديثا.
ويعد أخذ عينات من الصخور من سطح الكوكب الأحمر إحدى المهمتين الرئيسيتين لمركبة ناسا الجوالة، والتي وصلت إلى المريخ في فبراير 2021.
وتسير مركبة "بيرسيفيرانس" حول فوهة "جيزيرو"، ليس بعيدا عن خط الاستواء المريخي، على أمل العثور على توقيعات كيميائية ربما تكون قد تركتها الحياة الميكروبية الطويلة.
وفي نهاية المطاف، سيتم جمع هذه العينات، التي يتم وضع كل منها في أنبوب من التيتانيوم، وإعادتها إلى الأرض بواسطة مهمة مستقبلية مشتركة بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية.
وكانت إزالة الأنقاض إنجازا كبيرا للوكالة، حيث استفادت من عدد من التقنيات غير المختبرة، والتي وقع تصميمها نظريا فقط.
وتمكن المهندسون من التقاط "إجراء إزالة الاختناق"، لحظة قيام المركبة الجوالة "ببصق" الحصى وقطع الحطام باستخدام كاميرا Mastcam-Z العلمية الموجودة على متن المركبة الجوالة.
ويمكن في الفيديو، رؤية المثقاب يدور عندما تخرج قطع صغيرة من الصخور من نهاية الأنبوب، واحدة تلو الأخرى، تسقط على السطح الأحمر للمريخ.
ويعد علم الأحياء الفلكي أحد الأهداف الرئيسية لمهمة مركبة "بيرسيفيرانس"على المريخ، بما في ذلك البحث عن علامات الحياة الميكروبية القديمة.
وستميز المركبة جيولوجيا الكوكب والمناخ السابق، وتمهد الطريق لاستكشاف الإنسان للكوكب الأحمر، وستكون أول مهمة لجمع الصخور والثرى المريخية وتخزينها.
المصدر: ديلي ميل