ويقع الكوكب الخارجي، وهو "كوكب المشتري فائق السرعة"، على بعد 2.4 مليون كيلومتر (ما يعادل 1.6% من المسافة بين الشمس والأرض) من نجمه المضيف، وتبلغ درجات حرارة سطحه ما يصل إلى 3227 درجة مئوية.
والكوكب، الملقب بـ TOI-2109b، له مدار قصير بشكل غير معتاد يبلغ 16 ساعة فقط، وهو الأقصر بين أي عملاق غازي معروف حتى الآن.
وللمقارنة، يستغرق كوكب المشتري 12 عاما لإكمال دورة كاملة حول الشمس.
ويبلغ حجم العملاق الغازي 1.35 مرة حجم نجمه، وخمسة أضعاف كتلة كوكب المشتري.
ويأمل العلماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن يساعد اكتشافه، في المقام الأول، في حل لغز كيفية ظهور فئة الكواكب الخارجية المسماة "كواكب المشتري الساخنة".
وقال آفي شبورر، المؤلف المشارك في الدراسة: "منذ بداية علم الكواكب الخارجية، كان يُنظر إلى كواكب المشتري الساخنة على أنها كرات غريبة".
وأضاف: "كيف يصل كوكب ضخم وكبير مثل كوكب المشتري الساخن إلى مدار لا يزيد طوله عن أيام قليلة؟. ليس لدينا أي شيء من هذا القبيل في نظامنا الشمسي، ونرى هذا كفرصة لدراستها والمساعدة في تفسير وجودها".
واكتشف العلماء TOI-2109b على بعد 855 سنة ضوئية من الأرض، باستخدام قمر ناسا لمسح الكواكب الخارجية العابرة (TESS).
ونظرا لمداره الضيق للغاية وقربه من نجمه، تُقدر حرارة جانب النهار للكوكب بنحو 3500 كلفن، أو ما يقارب 3227 درجة مئوية (6000 درجة فهرنهايت). وهذا يجعله ثاني أكثر الكواكب الخارجية سخونة في هذه الفئة على الإطلاق حتى الآن، وفقا لعلماء الفلك.
وأوضح الدكتور شبورر: "في غضون ذلك، يكون سطوع الجانب الليلي للكوكب أقل من حساسية بيانات TESS، ما يثير تساؤلات حول ما يحدث بالفعل هناك: هل درجة الحرارة هناك شديدة البرودة، أم أن الكوكب يأخذ الحرارة بطريقة ما في جانب النهار وينقلها إلى الجانب الليلي؟".
وتابع: "إننا في بداية محاولة الإجابة عن هذا السؤال لفئة كواكب المشتري الساخنة فائقة السرعة".
ومن خلال تحليل القياسات على مختلف الأطوال الموجية الضوئية والأشعة تحت الحمراء، قدّر العلماء أن TOI-2109b يبلغ نحو 5 أضعاف كتلة كوكب المشتري، وأكبر منه بنسبة 35%، ويبعد 2.4 مليون كيلومتر (1.5 مليون ميل) فقط عن نجمه الأصفر-الأبيض بحجم 1.7 مرة من حجم الشمس وكتلة تعادل 1.4 مرة كتلتها.
وتشير خصائصه إلى أن الكوكب ربما يمر بـ "الاضمحلال المداري"، وهي عملية يتحرك فيها الكوكب باتجاه نجمه، مع توقع أن TOI-2109b يتجه نجو نجمه خلال دورانه بمعدل 10 إلى 750 ميلي ثانية في السنة.
وقال إيان وونغ، المؤلف الرئيسي للدراسة: "تشكل كواكب المشتري الفائقة مثل TOI-2109b الفئة الفرعية الأكثر تطرفا من الكواكب الخارجية. لقد بدأنا للتو في فهم بعض العمليات الفيزيائية والكيميائية الفريدة التي تحدث في الغلاف الجوي، العمليات التي ليس لها نظائر في نظامنا الشمسي. وفي غضون عام أو عامين، إذا كنا محظوظين، فقد نتمكن من اكتشاف كيفية تحرك الكوكب بالقرب من نجمه".
المصدر: ديلي ميل