وتوصلت الدراسة إلى أنه إذا كان هذا دقيقا، فقد يكسر السطح الجليدي ويكون مقدمة لاستضافة الحياة.
وتشير الدراسة، التي قادها علماء الكواكب من جامعة هاواي، إلى وجود مزيج من ضغوط المد والجزر اليومية والضغوط من السائل المسامي التي تخلق فشلا لهذه الصدوع الضحلة على القمر السماوي الجليدي.
وتحدث ضغوط المد والجزر النهارية عندما يكون هناك مد وجزر مرتفع ومنخفض في اليوم.
وتحدث ضغوط المد والجزر بسبب الدفع والشد بين زحل وتيتان، تماما كما يحدث بين الأرض والقمر.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الصدوع (الشقوق في القشرة) بالقرب من خط استواء تيتان والتي تمتد من الشرق إلى الغرب هي "موجهة بشكل مثالي للفشل المحتمل''، ما يعني أنها نشطة على الأرجح.
وهذا النوع من التشوه، المعروف باسم الصدع الانزلاقي الأفقي، يشبه الحركة التي تحدث في صدع سان أندرياس.
ويعتقد الباحثون أن هذه النتائج، إذا ثبتت صحتها، تعني أن السائل الموجود تحت السطح يمكن أن يرتفع إلى السطح ويؤثر على قابلية القمر للسكن.
وقالت الكاتبة الرئيسية للدراسة، ليليان بوركارد، في بيان: "هذا اكتشاف مثير. تشير نتائجنا إلى أنه في ظل هذه الظروف، لا يكون فشل القص ممكنا فحسب، بل قد يكون أيضا آلية تشوه نشطة على سطح تيتان وتحت سطحه، ويمكن أن يكون بمثابة مسار لارتفاع السوائل تحت السطحية إلى السطح. وهذا يمكن أن يسهل نقل المواد التي يمكن أن تؤثر على السكن".
وفي عام 2014، اكتشف علماء الفلك في وكالة ناسا أن تيتان، ثاني أكبر قمر في المجموعة الشمسية، لديه "جزيرة" متحركة بحجم 58 ألف ملعب كرة قدم ترتفع وتغرق، ما قد يكون علامة أخرى على أن الصفائح التكتونية نشطة.
ويشار إلى أن عوالم المحيطات الأخرى، بما في ذلك كوكب المشتري أوروبا وإنسيلادوس التابع لزحل، موثقة جيدا لوجود خلل في الانزلاق.
ومن المعروف جيدا أن تيتان يتمتع بمناظر طبيعية شبيهة بالمريخ، حيث قام العلماء برسم خرائط للقمر الجليدي في عام 2019 (باستخدام بيانات من مركبة كاسيني الفضائية)، وكشفوا عن منظر طبيعي مليء بالجبال والبحيرات والسهول والحفر والوديان و"تضاريس المتاهة".
وفي عام 2018، وجد العلماء دليلا على وجود "ممر جليدي" بعرض 4000 ميل على تيتان يمكن أن يكون دليلا على نشاط بركاني قديم.
وبالنظر إلى أن تيتان هو المكان الوحيد في النظام الشمسي المعروف بوجود سوائل (بخلاف الأرض) على السطح، فقد يكون ذلك علامة على وجود آلية تشوه نشطة على السطح وأسفله أيضا.
وعلى عكس الأرض، فإن سوائل تيتان موجودة في شكل ميثان وإيثان وليس ماء. ويمكن أن يصل عمق بحيرات الميثان إلى أكثر من 300 قدم في بعض أجزاء تيتان، وخاصة في المنطقة القطبية الشمالية.
ومع ذلك، من المعروف أن تيتان لديها قشرة سميكة مصنوعة من جليد الماء.
وأضافت بوركارد "تيتان فريد من نوعه لأنه القمر الوحيد المعروف الذي يمتلك سوائل مستقرة على سطحه. لذلك، تمكنا من تقديم حجة لدمج ضغوط سائل مسامي في حساباتنا، والتي يمكن أن تقلل من قوة القص للقشرة الجليدية وقد تلعب دورا رئيسيا في التطور التكتوني لتيتان.
المصدر: ديلي ميل