وأصبحت المروحية الصغيرة رفيق السفر المنتظم للمركبة الجوالة "بيرسيفيرانس"، التي تتمثل مهمتها الأساسية في البحث عن علامات الحياة القديمة على المريخ.
وقال جوش رافيش، رئيس فريق الهندسة الميكانيكية لـ"إنجينويتي": "كل شيء يسير على ما يرام. نحن نقوم على السطح بعمل أفضل مما توقعنا".
وساهم المئات من الأشخاص في المشروع، على الرغم من أن حوالي اثني عشر شخصا فقط يحتفظون حاليا بأدوار يومية.
وكانت شكوك رافيش الأولية مفهومة: كثافة الهواء على المريخ تعادل 1٪ فقط من الغلاف الجوي للأرض. على سبيل المقارنة، فإن تحليق طائرة هليكوبتر على سطح المريخ يشبه الطيران في الهواء لمسافة 20 ميلا (30 كيلومترا) فوق الأرض.
ولم يكن الوصول إلى المريخ سهلا في المقام الأول. وكان على "إنجينويتي" أن تتحمل الصدمة الأولية للإقلاع من الأرض، ثم الهبوط في 18 فبراير على الكوكب الأحمر بعد رحلة استمرت سبعة أشهر عبر الفضاء.
كما كان على المروحية الصغيرة أن تنجو من البرد الجليدي في ليالي المريخ، حيث تستمد الدفء من الألواح الشمسية التي تشحن بطارياتها خلال النهار. وتوجّه رحلاتها باستخدام مجموعة من أجهزة الاستشعار، نظرا لأن التأخير لمدة 15 دقيقة في الاتصالات من الأرض يجعل التوجيه في الوقت الفعلي مستحيلا.
وفي 19 أبريل، نفذت "إنجينويتي" رحلتها الأولى، وصنعت التاريخ كأول مركبة آلية تطير على كوكب آخر. وتجاوزت كل التوقعات، فقد طارت 11 مرة أخرى.
وقال رافيتش لوكالة فرانس برس: "تمكنا بالفعل من التعامل مع رياح أقوى مما كنا نتوقع".
ومنذ ذلك الحين، حلقت "إنجينويتي" على ارتفاع 39 قدما (12 مترا)، واستغرقت آخر رحلة لها دقيقتين و49 ثانية.
وفي مايو، طارت المروحية في أول مهمة باتجاه واحد، وهبطت خارج "المطار" المسطح نسبيا الذي اختير بعناية ليكون محطتها الأولى.
ولكن لم يتم كل شيء بسلاسة، حيث جلبت رحلتها السادسة بعض الإثارة.
وبعد تعرضها لفقدان التوازن بشكل خطير بسبب عطل أثر في الصور التي التقطت أثناء الطيران لمساعدتها على الاستقرار، تمكنت المركبة الصغيرة من التعافي، وهبطت بشكل آمن وسليم، وحلت المشكلة.
والآن، تُرسل "إنجينويتي" لاستكشاف الطريق لـ"بيرسيفيرانس"، باستخدام الكاميرا الملونة عالية الدقة.
وأوضح كين فارلي، الذي يرأس الفريق العلمي في "بيرسيفيرانس"، كيف أظهرت الصور التي التقطتها المروحية خلال رحلتها الثانية عشرة أن المنطقة التي أُطلق عليها اسم South Seitha كانت أقل اهتماما مما كان يأمل العلماء.
ونتيجة لذلك، قد لا يتم إرسال العربة الجوالة إلى هناك.
ما الذي يفسر طول العمر؟
قال رافيتش: "كانت البيئة متعاونة للغاية حتى الآن: درجات الحرارة والرياح والشمس والغبار في الهواء، وما يزال الجو شديد البرودة، ومن الممكن انتظار الأسوأ بكثير فشتاء المريخ سيكون صعبا".
ومن الناحية النظرية، يجب أن تكون المروحية قادرة على الاستمرار في العمل لبعض الوقت.
المصدر: ساينس ألرت