ونظرا لسرعة وحجم الحطام القديم، حسب الخبراء فالتصادم مع الأرض سيطلق ما يعادل تقريبا 1200 مليون ميغا طن من طاقة تي إن تي - وهو ما يكفي لإنشاء فوهة يبلغ طولها 5 كيلومترات. ومن الناحية الواقعية، سيكون لقب "أبوفيس" (يوم القيامة) مناسبا تماما، حيث أن مثل هذا الاصطدام من شأنه أن يمسح مدينة من على الخريطة، ويتبخر الملايين على الفور - ولكن لحسن الحظ، من غير المرجح أن يحدث هذا بشكل لا يصدق.
واستخدم علماء الفلك البيانات التي حصلوا عليها من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، لتعديل قياسات تأثير ياركوفسكي لكويكب "أبوفيس".
وهذه الظاهرة - في الواقع دفعة غير محسوسة تقريبا ناتجة عن ضوء الشمس - مهمة بشكل خاص لأبوفيس، لأنها تتعلق بفرصة تأثيرها في عام 2068.
وأحيانا، يمكن أن يمنع التسارع، حيث تتغير سرعة الجسم واتجاهه أثناء مروره في الفضاء، حدوث تصادم، والذي يبدو لحسن الحظ أنه هو الحال بالنسبة لصخرة الفضاء سيئة السمعة "99942 أبوفيس".
وتسبب اقتراب الكويكب "أبوفيس" من الأرض في هذا القرن، في قيام علماء الفلك بتتبع هذا الجسم الكوني بجد.
ولطالما كان من المتوقع أن يقترب الكويكب القريب نسبيا من عالمنا في الأعوام 2029 و2036 و2068.
واعتبارا من هذا الشهر، فإن احتمالية حدوث ارتطام في رحلة "أبوفيس" 2068، هي الآن واحدة من بين 380000.
واستبعدت الحسابات السابقة التي أجريت في عام 2016، احتمالية حدوث تأثير في عام 2068.
وشوهدت فرصة الاصطدام في عام 2016 على أنها صغيرة جدا، مع احتمال واحد فقط من بين 150000 (99.99933%) فرصة أن يخطئ الكويكب الأرض.
والملاحظات الأحدث، التي نوقشت لأول مرة في أكتوبر من العام الماضي، وحُدّثت مرة أخرى للتو، تكشف لحسن الحظ أنها غير مرجحة أكثر.
وأدى تسارع ياركوفسكي للكويكب "أبوفيس"- الذي اكتشفه علماء الفلك بجامعة هاواي - إلى تقليل احتمالية تأثير التحليق في 2068.
واستخدم الدكتور ديفيد ثولين ومعاونوه، تلسكوب هاواي سوبارو 323 بوصة (8.2 م) لإنشاء الحسابات الأكثر دقة حتى الآن.
ويشير أحدث تحليل للدكتور ثولين إلى أن الكويكب "أبوفيس" - الذي يتراوح قطره المقدر بين 1115 و1214 قدما (340 إلى 370 مترا) - ينجرف سنويا أكثر من 500 قدم (نحو 170 مترا) من موقعه المتوقع في مداره.
وقال الدكتور ثولين، الذي يتتبع أبوفيس منذ اكتشافه في يونيو 2004: "عرفنا لبعض الوقت أن التأثير على الأرض غير ممكن خلال الاقتراب القريب لعام 2029. والملاحظات الجديدة التي حصلنا عليها مع تلسكوب سوبارو في وقت سابق من هذا العام، كانت جيدة بما يكفي للكشف عن تسارع ياركوفسكي لأبوفيس، وأظهرت أن الكويكب ينجرف بعيدا عن مدار الجاذبية البحتة بحوالي 170 مترا [500 قدم] في السنة، وهو ما يكفي للإبقاء على سيناريو التأثير 2068 قيد التشغيل".
ومن المعروف أن مراقبة الكويكبات مثل "أبوفيس" صعبة للغاية للحصول عليها وتحليلها.
ويمكن أن تؤثر مسافة الكويكب في وقت الرصد، وتكوينه وشكله وخصائصه السطحية، سلبا على علم الفلك.
ومع ذلك، دفع علماء الفلك حدود ما يمكن اعتباره ممكنا باستخدام التكنولوجيا الحالية، في محاولة لفهم مدار الكويكب "أبوفيس"، بسبب المخاطر الوجودية التي يحملها نظريا.
وقال الدكتور لانس بينر من ناسا في بيان: "في عام 2029، سيكون أبوفيس مرئيا بالعين المجردة لعدة ساعات، ومن المحتمل أن يغير المد الأرضي حالة دورانه".
المصدر: إكسبريس