ووفقا للملفات المسربة، فإن هذه "الدراسة" ستساعد في الإجابة عن أكبر الألغاز المحيطة بعلم الفلك والكواكب، ولكن توقيتها ملائما لتنفيذها، نظرا لأن هذا المشروع جاء في الوقت الذي سبق فيه الاتحاد السوفيتي الولايات المتحدة إلى الفضاء مع إطلاق Sputnik 1 في 4 أكتوبر 1957، وهو أول قمر صناعي في المدار الأرضي.
وحللت قناة "يوتيوب" History Uncovered analysed، محتويات الملفات التابعة للمشروع، في عام 2017 وتبين أنه : "كان المشروع A119 برنامجا سريا للغاية طورته القوات الجوية الأمريكية في عام 1958، بقصد تفجير رأس حربي نووي صغير على سطح القمر للتحقيق في قدرة الأسلحة في الفضاء".
وأضافت القناة أن: "التقرير الذي رفعت عنه السرية في عام 1959، المكون من 190 صفحة، ينص على أن الدافع وراء هذا التفجير كان لأسباب علمية وعسكرية وسياسية".
وتابعت القناة: "يناقش التقرير الآثار المحتملة على سطح القمر جراء الانفجار، والمدة التي قد تستغرقها الآثار الإشعاعية .. ومع ذلك، فإن النية الحقيقة لبرنامج A119 كانت إظهار القوة ضد الاتحاد السوفيتي".
ومضت القناة لتوضح لماذا انسحبت الولايات المتحدة من مثل هذه الخطوة، قائلة: "كانت الولايات المتحدة متخلفة في سباق الفضاء، والقوات الجوية تريد سحابة عش الغراب الناتجة عن الانفجار كبيرة بحيث تكون مرئية بالعين المجردة على الأرض .. ليكون عرضا كبيرا للقوة كما كانوا يأملون، ما يعزز معنويات الجمهور الأمريكي".
وتابع التقرير: "البرنامج ليس له علاقة بالأهداف المعلنة للدراسة العلمية .. لقد وقع اختيار رأس حربي نووي W25 صغير بقدرة 1.7 كيلوطن لاستخدامه في البرنامج."
وأشار التقرير إلى أن "جميع الأبحاث أظهرت أن البرنامج كان مجديا تقنيا وكان ممكنا إطلاقه في وقت مبكر من عام 1959. إنما وقع إلغاؤه بسبب الخوف من ردود الفعل السلبية من الجمهور والمخاطر التي قد يتعرض لها السكان إذا حدث خطأ ما".
وأضاف التقرير: "كان هناك قلق أيضا بشأن تدمير بيئة قمرية بدائية للبحث والاستعمار في المستقبل".
ووقع إلغاء إمكانية إطلاق الأسلحة النووية بشكل كامل في عام 1967، بعد أن دخلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد السوفيتي معاهدة الفضاء الخارجي التي تحظر وضع أسلحة نووية في الفضاء.
كما يؤكد الاتفاق على ضرورة استخدام القمر وجميع الأجرام السماوية الأخرى في الأغراض السلمية فقط، نظرا لأن الفضاء يجب أن يكون حرا لاستكشافه واستخدامه من قبل جميع الدول.
في المقابل، لا تحظر معاهدة الفضاء الخارجي الأنشطة العسكرية في الفضاء، أو تكوين قوات فضائية عسكرية، أو تسليح الفضاء، باستثناء وضع أسلحة الدمار الشامل في الفضاء.
المصدر: إكسبرس