اليوم الأخير في حياة "ساحرة" البلاط!
شهد البلاط الفرنسي حركة تململ مما اعتبر خطر "ساحرة" أجنبية بعيد اغتيال الملك هنري الرابع عام 1610 وتولي ماريا دي ميديشي الوصاية على عرش ابنها الصغير لويس الثالث عشر.
الوصية على العرش قرّبت في ذلك الوقت عدة شخصيات إيطالية لاسيما خادمتها ليونورا غاليغاي وزوجها، كونتشينو كونتشيني ورفعت من شأنهما، حيث عينت صديقتها وأختها في الرضاعة مستشارة أولى ومنحت زوجها كونتشيني، رتبة مارشال فرنسا.
أثار نفوذ غاليغاي وزوجها كونتشيني غضب النبلاء الفرنسيين الذين استاؤوا من أصلهما الأجنبي وما عُد هيمنة للمستشارين الإيطاليين على البلاط الفرنسي، والفساد المستشري بينهم.
حسم لويس الثالث عشر وحاشيته من النبلاء الأمر في عام 1617 وقام بانقلاب لانتزاع السلطة من والدته. أقدم حراس موالين للملك الشاب على اغتيال كونتشيني في 24 أبريل 1617، وتم القبض فورا على ليونورا غاليغاي ووجهت إليها تهمة "السحر والشعوذة" وبأنها استخدمت "أساليب شيطانية" للتلاعب بالوصية على العرش الفرنسي، ماريا دي ميديشي والسيطرة على البلاط.
حوكمت ليونورا في يوليو 1617، وزُعم أنها سحرت ماريا دي ميديشي، وسيطرت عليها تماما من خلال جرعات سحرية وتعاويذ وممارسات خفية، وشهد عدد من أفراد الحاشية بأن سطوتها على الملكة كانت "غير طبيعية" وأن نفوذها الهائل عليها لا يمكن تفسيره إلا بالسحر.
دافعت ليونورا عن نفسها بقوة وخاطبت المحكمة قائلة: "هل يُعقل أنني، كامرأة بسيطة، كنت لأحكم ملكة حكيمة مثل ماريا دي ميديشي بأي وسيلة أخرى سوى المودة الصادقة؟ لو كنت أمتلك هذه القوى، فلماذا لم أستخدمها لإنقاذ زوجي أو نفسي من الهلاك؟".
حين سئلت كيف تمكنت من "إغواء" ماريا دي ميديشي، أجابت: "لم أستخدم أبدا أي تعاويذ أخرى، فقط بعقلي"، مشددة على أن سلطتها كانت نابعة من ولائها مدى الحياة وليس من السحر، وجادلت بان محاكمتها ما هي إلا ذريعة للتخلص من المقربين من الملكة الأم.
على الرغم من استماتتها في الدفاع عن نفسها، أُدينت ليونورا غاليغاي في 8 يوليو 1617، وقضت المحكمة بإعدامها بتهمة "السحر" وصادرت كل ما تملك. قُُطع رأسها في ساحة غريف بباريس في اليوم نفسه وأُحرقت جثثها أمام الملأ.
اعتبر المؤرخون تهمة "السحر" مجرد واجهة، ورأى الدبلوماسي الإنجليزي المعاصر ويليام لوك أن جريمة ليونورا الحقيقية كان دورها كقناة سياسية لماريا، وأن لويس الثالث عشر قيد بإقصائها نفوذ والدته وعزز سلطته، إضافة إلى أن المحكمة شوهت سمعة الملكة الأم وشككت في شرعية وصايتها باعتبارها "إيطالية" ومُفسدة.
أوروبا في تلك الحقبة كانت تخوض حربا ضروسا ضد "السحرة" وخاصة من النساء. يقدر المؤرخون أن حوالي 50000 شخص أعدموا بتهمة "السحر" في جميع أنحاء القارة بين عامي "1580 – 1630"، ما يقرب من 80 بالمئة منهم كانوا نساء.
في عملية رد اعتبار رمزية، أصدر برلمان كتالونيا في إسبانيا عام 2022 قرارا قضى بتبرئة حوالي 1000 شخص كانوا أعدموا بتهمة السحر قبل حوالي 400 عام.
الخطوة جاءت بعد اعتماد وثائق مماثلة في اسكتلندا وسويسرا والنرويج. الدول الثلاث روجت للخطوة بيان وقعه أكثر من 100 مؤرخ أوروبي تحت عنوان: "لم يكن ساحرات بل كن نساء".
باو كاستل، أستاذ التاريخ الحديث في جامعة برشلونة، ذكر أن عمليات اصطياد الساحرات كان منتشرا بشكل كبير في كاتالونيا لأن هذه المنطقة الريفية كانت تحكم بصورة مطلقة من قبل أمراء اقطاعيين، وكانت شهادة شخص واحد كافية لإثبات الجرم، مشيرا إلى أن إلقاء التهم على "السحرة" كان يتم في العديد من الحالات منها الوفيات المفاجئة للأطفال أو الكوارث الطبيعية أو قلة المحاصيل.
المفارقة أن "الساحرات" في كاتالونيا على عكس بقية أوروبا، كان إعدامهن يتم شنقا بدلا من الحرق، وقد يعود ذلك إلى أن حبل المشنقة أرخص من حطب المحرقة.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
من طوكيو إلى القاهرة مرورا بموسكو ومدريد!
بعد مرور أكثر من ألف عام، تم نقل العاصمة اليابانية من مدينة كيوتو إلى طوكيو في 17 يوليو 1868، في خطوة رسخت استعادة سلالة "ميجي" لسلطتها الكاملة على البلاد.
التقبيل ممنوع حتى إشعار آخر!
حظر هنري السادس ملك إنجلترا في 15 يوليو 1439 تبادل القبل. هذا الملك الذي عُرف بالمجنون، لم يفعل ذلك كرها لهذه الطريقة في التعبير عن المودة أو الخضوع والإجلال، بل اتقاء للطاعون.
صواريخ "كاتيوشا" والعاشقة التي تنتظر عودة حبيبها من الجبهة!
اكتوت قوات ألمانيا النازية بنيران صواريخ "كاتيوشا " السوفيتية في 14 يوليو 1941. أطلقت المدفعية الصاروخية السوفيتية في أول تجربة قتالية حممها على تجمعاتها في مقاطعة سمولينسك.
السائح الجزائري بطل العرض العسكري في فرنسا!
وجد سائح عربي نفسه فجأة في بؤرة حدث خطير في 14 يوليو 2002. كان يشاهد في باريس العرض العسكري بمناسبة سقوط سجن الباستيل حين دوى طلق ناري بالقرب منه.
أصل وفصل "الطعام المقدس"!
لا غرابة في أن يظهر يوم احتفاء بالشوكولاتة في فرنسا عام 1995، لكن العيد لم ينتشر فقط في العديد من الدول، بل وخُصصت أيام أخرى للشكولاتة المرة وتلك التي بالحليب وللشكولاتة البيضاء.
الفارس الذي مات وسيفه بيده!
يعرف الكثيرون "أبو عبد الله الصغير"، آخر ملوك الأندلس، وربما والدته عائشة وعبارتها الشهيرة "ابكِ كالنساءِ ملكا لم تدافع عنه كالرجال"، لكن قلة تعرف الفارس الأسطوري إبراهيم العطار.
"تيسلا" بين الحقيقة والخيال!
تحمل شركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية والتي يعد إيلون ماسك حاليا أكبر المساهمين فيها، اسم المخترغ والعالم في مجال الكهروميكانيكا "نيكولا تيسلا" الذي دارت حوله أساطير عديدة.
توأم أسود لأسرة بيضاء.. وخيانة زوجية تبطلها "مصاصة"!
تصوروا وقع الصاعقة التي نزلت على رأس زوجين بريطانيين وهما يحملقان في التوأم الذي وُلد لهما بعد طول انتظار. الولادة كانت منتظرة، لكن الأمر الصادم أنهما أسودان عكس والديهما!
بين كارثة "القطار العظيم" وغرق "ملكة البحر"!
وقعت "حادثة القطار العظيم"، وهي أكبر كارثة للسكك الحديدية في الولايات المتحدة في الساعة 07:20 صباح يوم 9 يوليو 1918، حينما تصادم قطاران فجأة وجها لوجه.
قالوا: "القبلة كشربة ماء مالح تزيد العطش".. ما أخطارها وفوائدها؟
سجل شهر فبراير 2013 رقما قياسيا في تايلاند في أمر ربما لن يخطر على بال أحد. الأمر تعلق بقبلة استمرت بين زوجين لمدة 58 ساعة و35 دقيقة.
كيف خدع القذافي الموساد وحطت شخصية مقربة من الأسد في مطار إسرائيلي؟
تظهر عمليات اختراق الموساد للداخل الإيراني خلال حرب 12 يوما، أن الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية استفادت من الدروس التي تعلمتها من عدة إخفاقات سابقة، أحدها جرى في 4 فبراير 1986.
ستالين: "يجب أن تكون شجاعا جدا لتكون جبانا في الجيش الأحمر"!
وجه الزعيم السوفيتي يوسف ستالين في 3 يوليو 1941 أول خطاب للشعب السوفيتي منذ بدء الغزو الألماني النازي. في تلك اللحظات العصيبة، أعلن ستالين الصراع الجاري "حربا وطنية عظمى".
الصرخة المكتومة "يا إلهي ماذا فعلنا"؟
قبل ساعات من تنفيذ المهمة، اعتلى المقدم طيار بول تيبيتس ظهر طائرته، وكتب عليها اسم أمه "إينولا غاي تيبيتس". بعد ساعات انطلق إلى سماء مدينة "هيروشيما"، ونزل الموت كالصاعقة.
خطاب من صحن طائر: "عذرا على تأخرنا كنا نتفرج عليكم منذ قرون"!
بشكل غير رسمي يحتفل باليوم العالمي للأجسام الطائرة المجهولة في 2 يوليو من كل عام مناسبة يتجمع فيها المؤمنون بوجود حياة عاقلة خارج كوكب الأرض، ويتبادلون "الأدلة" على ذلك.
التعليقات