وتسببت تصريحات سامح والدغيدي في حالة كبيرة من الرفض بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعرضا لهجوم لاذع.
وقال المحامي المصري هاني سامح صاحب دعوة المساكنة قبل الزواج إنه سيستمر في دعوته وطريقه المستنير بحسب وصفه.
وأوضح سامح في تصريحات لـ"مصراوي" أن قرار إحالته للتحقيق من قبل النقابة باطل قانونا.
وأكد على أن النقابة ليست جهة اختصاص من الأساس وأنه لن يمثل أمام جهات التحقيق بها.
وتساءل أين النقابة من دعوة منتصر الزيات بقتل المفكرين والأدباء، مشيرا إلى أنه مستمر في طريقه المستنير وحربه ضد المتطرفين والإرهابيين.
وكان عبد الحليم علام نقيب المحامين رئيس اتحاد المحامين العرب، قد أصدر قرارا بإحالة المحامي هاني سامح إلى التحقيق مع إيقافه عن ممارسة المحاماة لحين الانتهاء من التحقيقات.
ومن جانبها قالت الدغيدي، خلال لقائها مع إحدى الفضائيات المصرية، إنها لم تتزوج عرفيا من قبل، ولكنها خاضت تجربة المساكنة قبل الزواج، موضحة أنها عاشت تجربة المساكنة قبل زواجها،: المساكنة كانت مع جوزي قبل ما أتجوزه، قعدنا نحب بعض 9 سنوات.
وأثارت هذه التصريحات جدلا حادا بمواقع التواصل الاجتماعي وتعليقات رواد التواصل الاجتماعي، المنتقدة لهذه السلوكيات الغريبة عن المجتمع المصري.
وفي هذا السياق أكد الشيخ محمد أبو بكر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن المساكنة تعد زنا، وأن من يقبل بها لابنته أو أخته أو عرضه يعتبر "تيس مستعار".
وأضاف في منشور له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن هناك حملة شرسة على الأخلاق والفضيلة في عصرنا الحالي، محذرا من الانخداع بما يروج له عبر الشاشات من أفكار ومفاهيم تتعارض مع القيم الإسلامية.
أوضح الشيخ أبو بكر أنه لا يعقل أن ينسب إلى الإمام أبو حنيفة، الذي يعتبر من أكبر فقهاء الإسلام، أنه يبيح الزنا بأجر.
ووصف من يروج لهذه الأكاذيب بأنه "كذاب أشر" وافترى على الله ورسوله والإمام الأعظم، مؤكدا أن هذه الادعاءات باطلة وتأتي من أشخاص يفتقدون للعلم والدين.
ووجه الشيخ تحذيرا من العلماء الذين يدافعون عن الباطل وينحرفون عن الحق، بعد دفاع سعد الدين الهلالي عن تصريحات الفنانة إلهام شاهين، مؤكدا أنهم مصابون في دينهم وعقولهم.
وأشار إلى ضرورة عدم الانخداع بأقوالهم، حيث يستخدمون الحق للوصول إلى أهداف باطلة، وذكر قول الله تعالى: "وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار".
واختتم الشيخ محمد أبو بكر منشوره بالتأكيد على أن ثوابت الإسلام والأخلاق ستظل واضحة مهما كثر "الرويبضة" ومهما تعددت الحملات الفاسدة التي تهدف إلى تشويه القيم الإسلامية. ودعا إلى الصبر والثقة في وعد الله الذي قال: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
فيما قالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الأصل في جميع الأديان السماوية أن الله سبحانه وتعالى شرع عقد الزواج ليكون أداة لبناء الأسرة في الإسلام، والله سبحانه وتعالى أحاط الأسرة بسياج منيع وبشروط قاسية حتى تترتب عليها الأهداف التي من أجلها شرع الزواج، ولذلك الله سبحانه وتعالى أقر شروط عقد القران الصحيح، ومنها الإشهار والإعلان والتصديق وعدم اشتراط مدة معينة للزواج، ومخالفة كل هذه الاشتراطات تبطل الزواج.
وأضافت الدكتورة سعاد صالح، خلال مداخلة هاتفية، لـ"برنامج مصر جديدة"، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة "etc"، أنه حينما نلجأ للقرآن الكريم، نجد أن هناك آيات أظهرت الأهداف السماوية من الأسرة والزواج، وتوجد آيات كثيرة تظهر التلاصق والتلاحم بين الزوجين في عقد مشروع صحيح، ففي آية الروم قول الله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، وحينما يعبر الله سبحانه وتعالى بالآية، فالآية هنا تفيد المعجزة، إذا فالله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لنا كيف أنه أقر هذا العقد، وذلك للربط بين امرأة أجنبية ورجل أجنبي بزواج مشروع لأهداف مشروعة.
وأوضحت صالح أن الحديث عن وجود نصوص تقول إن الإمام أبوحنيفة أقر المساكنة بأجر هو خرافة، وفيه افتراء على الإمام أبوحنيفة لأن المرددين لهذه الفكرة أخذوا من كلمة "تسكنوا إليها" المصطلح اللفظي، وقالوا هذا عقد مساكنة، وفي آية أخرى: "وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة كمستقر ومستودع"، لهذا الزواج استقرار ووديعة بين الزوجين، والمساكنة تحايل على ارتكاب الزنى، والإسلام والأديان السماوية قد حرمت الخلوة بين رجل وامرأة أجنبيين، فما بالك أن تتحول هذه الخلوة إلى معاشرة غير شرعية، يترتب عليها الإنجاب والذرية، فهذا مغالطة.
المصدر: المصري اليوم