وفي هذا الصدد، كشف الأهالي في منطقة شبرا الخيمة الذين شهدوا الواقعة تفاصيل من حياة القاتل (طارق)، إذ أنه كان يعمل في مقهى بالمنطقة، ويعطف عليه السكان بعدما ادعى أنه مصاب بمرض السرطان، كما أن "طارق" هذا كان في غاية التدين، وملتزما بأداء الصلاة في أوقاتها بمسجد مجاور للمقهى الذي يعمل به.
وتمت الإشارة إلى أن "القاتل - المصاب بالسرطان - اختفى من المنطقة لفترة، لكنه عاد من جديد، وهذه المرة، ظهرت عليه علامات الثراء، حتى أنه كان ينفق الأموال ويقرضها لأصدقائه القدامى بالمنطقة، لكن بعد اكتشاف الجريمة أيقن الأهالي أن مصدر تلك الأموال ربما كان جريمة مشابهة".
كما ذُكر أن "طارق" لم تكن تربطه أي علاقة بضحيته "أحمد"، لكنه اختاره لتنفيذ جريمته، ونفذها بعدما استدرجه لشقته المستأجرة بجانب المقهى، وبعد إنهاء حياة الطفل، شارك مع أسرته وأهالي المنطقة في البحث عنه.
جدير بالذكر أنه تم الكشف عن الجريمة على يد أحد الجيران، بعد أن اشتم رائحة كريهة تنبعث من شقة المتهم، وعلى الفور استدعى الشرطة بمشاركة أهالي المنطقة التي جاءت وكشفت المشهد المرعب لجثة الطفل الصغير المختفي مشطورة لنصفين طوليا، وبجانبها "كيس" به بعض الأحشاء، بينما كانت أعضاء داخلية كالكبد والكلى والطحال غير موجودة.
من جهتها، أمرت النيابة العامة بحبس المتهمين على ذمة التحقيقات، وتواصل التحقيق في ملابسات وتفاصيل الجريمة.
وأفادت النيابة العامة بأنه عُثر على جثة الطفل داخل شقة مستأجرة في شبرا الخيمة، وقد تم انتزاع بعض أحشائه ووضعت في كيس بجانبه، فيما توصلت التحقيقات إلى القاتل، وهو مراهق، إذ اعترف بارتكاب الجريمة بناء على طلب من طفل مصري آخر يقيم في الكويت، تعرف عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية.
والطفل المصري المقيم في الكويت، صاحب الـ17 عاما، عرض على المنفذ 5 ملايين جنيه مقابل اختيار ضحية وسرقة أعضائه، ما دفعه لاختيار الضحية وعرضه على المتهم المصري بالكويت عبر تقنية "فيديو كول".
وطلب المتهم المصري من القاتل قتل الضحية تمهيداً لسرقة أعضائه، على أن تتم عملية الانتزاع أيضاً عبر "فيديو كول"؛ وبعد تنفيذ القتل، طلب المتهم المصري من القاتل تكرار الجريمة مع ضحية أخرى لكي يدفع له المبلغ المتفق عليه، لكن تم القبض عليه قبل ذلك.
وفي حين لم تجد النيابة أي أدلة تشير إلى وجود تجهيزات طبية تدل على نية بيع الأعضاء، تبين أن المتهم المصري استخدم هاتفا محمولا مزودا بشريحة يملكها والده في التواصل مع القاتل؛ وبتقنين الإجراءات تمكنت السلطات المصرية من خلال التعاون الدولي مع الكويت والإنتربول من القبض عليه وعلى والده، وضبط الأجهزة الإلكترونية بحوزتهما.
وجرى ترحيل المتهمين إلى مصر، وتقوم النيابة العامة باستجوابهما لمعرفة دوافع الجريمة.
هذا واعترف القاتل أمام النيابة بأنه كان يخطط لبيع مقاطع فيديو لعملية القتل والتمثيل بالجثة على الإنترنت مقابل مبالغ كبيرة، وزعم أنه قام بفعل مماثل في مرات سابقة، وتحقق النيابة العامة في صحة ادعاءاته بفحص الأجهزة الإلكترونية للمتهمين.
المصدر: RT + "بوابة الأهرام"