وحسب ما نقلت صحيفة "الإندبندنت"، أثارت دانييل جونسون، 34 عاما، ضجة كبيرة في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية يوم الاثنين 8 أبريل، وهو اليوم الذي أدت فيه ظاهرة نادرة تتمثل في الكسوف الكلي للشمس إلى إغراق أجزاء من الولايات المتحدة في الظلام.
وفي التفاصيل، لجأت جونسون في الأيام التي سبقت الهجوم، إلى منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن اعتقادها بأن كسوف الشمس سيكون "مثالا للحرب الروحية".
ومن خلال النشر تحت اسم "Ayoka"، كان لدى تلك الشخصية المؤثرة في علم التنجيم أكثر من 100.000 متابع، وغالبا ما كانت تعيد نشر نظريات المؤامرة والخطاب المليء بمعاداة السامية على صفحتها.
قبل يوم الاثنين، كانت قد نشرت رسائل على موقع "X" تطلب فيها من الناس: "ألا استيقظوا..فإن نهاية العالم هنا"، محذرة أتباعها من أنهم بحاجة إلى "اختيار جانب ما".
وفي الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، قبل ساعات من الكسوف، قالت الشرطة إن المنجمة قامت بعملية قتل.
وأفادت إدارة شرطة لوس أنجلوس في بيان لها بأن جونسون دخلت حوالي الساعة 3.40 من صباح يوم الاثنين، في شجار كلامي مع شريكها المقيم جايلين تشاني، 29 عاما، في منزلهما الواقع في المبنى رقم 6200 بشارع فاريل، وتصاعد الخلاف بينهما فأصبحت جونسون عنيفة وطعنت تشاني حتى الموت.
وزُعم أن جونسون أخذت طفليها الصغيرين، البالغين من العمر على التوالي تسع سنوات وثمانية أشهر، وهربت من مكان الحادث في سيارة بورشه ذات دفع رباعي داكنة اللون.
وشوهدت سيارة بورش وهي تسير على الطريق السريع 405 بالقرب من طريق هوارد هيوز باركواي.
وفي حوالي الساعة 4.30 صباحا، رمت الطفلين من السيارة في أثناء تحركها.
وقد نجت الطفلة البالغة من العمر تسع سنوات لكنها أصيبت بجروح متوسطة نتيجة السقوط.
في حين أوضح الملازم في شرطة لوس أنجلوس، جاي جولان، لقناة "Fox11" أن الطفل الآخر البالغ من العمر ثمانية أشهر أصيب جراء حركة المرور في منتصف الطريق، وتوفي في مكان الحادث.
وأردف جولان مفصلا الحادث: "عندما سقطت الطفلة البالغة من العمر 9 سنوات في منتصف الطريق السريع، أصيبت هي نفسها وأسقطت الرضيع..وبعد ذلك، تمكنت في محاولة منها للخروج من الطريق السريع وعدم الاصطدام بحركة المرور، من الوصول إلى الرصيف بنجاح، لكن الرضيع صدمته حركة المرور وتوفي متأثرا بجراحه وهو في منتصف الطريق السريع هناك".
هذا وواصلت جونسون القيادة، وزادت سرعة السيارة إلى أكثر من 100 ميل في الساعة، قبل أن تصطدم بشجرة في مدينة ريدوندو بيتش حوالي الساعة الخامسة صباحا، لتتوفى متأثرة بجراحها.
وبذلك، كانت الطفلة البالغة من العمر تسع سنوات هي الناجية الوحيدة من موجة القتل المروعة التي ارتكبتها والدتها.
وبعد ساعات قليلة، حوالي الساعة 7.35 صباحا، تم العثور على جثة تشاني في منزل الشريكين عندما لاحظ الجيران أن الباب الأمامي كان مفتوحا.
وذكرت الشرطة أن أحد الجيران دخل لتفقد الأسرة فوجد تشاني ميتاً في الشقة.
وأشارت إحدى الجارات لشبكة "ABC7" إلى أنها اكتشفت الحادث المروع عندما رصدت أثرا من الدماء يؤدي إلى منزل جونسون.
ولم توضح الشرطة بعد ما الذي دفع جونسون إلى تنفيذ عملية القتل هذه.
وقال جولان لوكالة "أسوشيتد برس" إن المحققين قاموا بمراجعة منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فلم يسعهم أن يعتبروا الكسوف عاملا مساهما، مبررين هذا بـ"أننا لا نعرف لماذا فعلت ما فعلته".
وأردف: "لقد أخذنا كل ما في وسعنا من الحقائق، ولكن دون أن نتمكن من مقابلتها ودون أن يكون لدينا شيء ملموس أكثر من ذاك المنشور على منصة "X"، لا أعرف مقدار الجدية الذي يمكن أن تعطيها لشخص ما لفت إلى نهاية العالم"، مستطردا: "إننا نعزو جريمتها إلى واحدة من أفظع جرائم القتل التي شهدناها في لوس أنجلوس".
وتبين لمحققي شرطة لوس أنجلوس أن تشاني وجونسون كانا يتواعدان منذ حوالي ثلاث سنوات وكانا يعيشان معا.
ولفت جولان إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن أي حادث سابق يظهر شيئا من العنف المنزلي بين الزوجين، حسبما ذكرت شبكة "سي بي إس".
المصدر: "الإندبندنت"