ويضع المرصد العالمي للسمنة المملكة العربية السعودية في المرتبة 17 في تصنيفاته الدولية لانتشار السمنة، لكن السلطات تتعهد بالحد من انتشار السمنة ومرض السكري بين السكان بحلول نهاية العقد، تبعا للسياسة الإصلاحية التي تهدف إليها "رؤية 2030"، وهي التوجهات والأهداف والالتزامات التي تسعى السعودية إلى تحقيقها في مختلف الأصعدة والتي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ويتم دعم هذا الجهد من خلال مجموعة من المطاعم الجديدة التي تقدم بدائل صحية لبعض المأكولات السعودية التقليدية، إلى جانب احتساب السعرات الحرارية في قوائم المطاعم، وغيرها من التغييرات الصحية.
ونقلا عن وكالة "فرانس برس"، فإن السعوديون، لعقود من الزمان، أمضوا الكثير من أوقات فراغهم في المطاعم ومراكز التسوق، وكان الطعام مصدرا رئيسيا للترفيه في المملكة، حيث تحد درجات الحرارة المرتفعة من الأنشطة الخارجية لجزء كبير من العام.
وفي عام 2019، بدأت وزارة الصحة في مطالبة المطاعم بتضمين معلومات السعرات الحرارية في قوائم الطعام للتشجيع على الأكل الصحي.
وما تزال خيارات الوجبات السريعة موجودة في كل مكان في المدن الرئيسية في المملكة، لكنها بدأت تواجه منافسة أكثر تنوعا.
وقال الدكتور سعد الحاضر، إنه اعتاد إحضار وجبات الطعام من المنزل من أجل تناول شيء صحي إلى جانب الوجبات السريعة، لكن انتشار المطاعم الجديدة التي تهتم بالصحة جعل حياته أسهل.
وصرح في حديثه لوكالة "فرانس برس": "شعبية هذه المطاعم وقربها من أماكن العمل تجعل من السهل الالتزام بتناول الطعام الصحي".
ويقدم عدد متزايد من المطاعم وجبات أكثر صحة من السلطات وغيرها، وتتيح توصيلها إلى منازل العملاء وأماكن العمل.
وتوفر إحدى خطط المطاعم الصحية وجبة في اليوم لمدة شهر مقابل 450 ريالا سعوديا (120 دولارا).
ويُضاف إلى الجهود التي تبذلها المطاعم وشركات القطاع الخاص الأخرى لتعزيز الأكل الصحي تدخلات أخرى تعزز نمط الحياة الصحي. مثال على ذلك: ينظم الاتحاد السعودي للرياضة للجميع الآن أحداثا منتظمة مثل ماراثون الرياض الذي جذب هذا العام آلاف المتسابقين إلى شوارع الرياض.
كما بدأ المسؤولون العمل على شارع رياضي بطول 135 كيلومترا (85 ميلا) في العاصمة يتميز بمسارات للمشاة والدراجات وركوب الخيل.
كما أنه مع بداية العام الدراسي الحالي، حظرت وزارة الصحة السعودية بيع المشروبات الغازية في المدارس.
وقالت مستشارة الصحة العامة لمياء البراهيم: "السمنة مشكلة صحية خطيرة، ولكن من الملاحظ جدا الآن أن الوعي الصحي يتزايد بين جيل الشباب. والتغييرات السلوكية المجتمعية تحتاج إلى وقت طويل، وهذه الجهود تبدأ من داخل المنزل ثم المدرسة ثم الجهات الحكومية".
المصدر: ميديكال إكسبريس