مباشر

ماذا نعرف عن وكالة الهجرة اليهودية "سوحنوت"؟

تابعوا RT على
رفعت وزارة العدل الروسية دعوى قضائية ضد الوكالة اليهودية لإسرائيل وطلبت وقف نشاطها في روسيا، بسبب انتهاكها القوانين الروسية.


ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية كان من المقرر أن يصل يوم 25 يوليو 2022 إلى موسكو وفد إسرائيلي برئاسة إيال حولاتا، رئيس مجلس الأمن القومي، من أجل تسوية الأمور المتعلقة بنشاط وكالة الهجرة اليهودية "سوحنوت" في روسيا.
ويذكر أن وزارة العدل الروسية طلبت تصفية فرع وكالة "سوحنوت" المستقلة غير التجارية في روسيا، بسبب انتهاكها للقوانين الروسية.
و"سوحنوت" هي منظمة صهيونية عالمية مهمتها حث اليهود على الهجرة إلى إسرائيل و تقديم المساعدات اللازمة لهم. وبالإضافة إلى ذلك تهتم بالأمور المتعلقة بالتعليم اليهودي الصهيوني والمجتمع اليهودي العالمي.


تاريخ منظمة "سوحنوت"


نشأت المنظمة الصهيونية العالمية المكتب اليهودي عام 1908 في فلسطين وكانت حينها جزءا من الإمبراطورية العثمانية. وكانت مهمة هذا المكتب تمثيل اليهود في العلاقات مع السلطات التركية والدفاع عن مصالحهم، ومساعدة اليهود المهاجرين إلى فلسطين وشراء الأراضي هناك.
وبعد انهيار الإمبراطورية العثمانية عام 1922، أصبحت فلسطين تحت الانتداب البريطاني. وقد ذكر اسم "الوكالة اليهودية" لأول مرة في الوثيقة الصادرة عن عصبة الأمم، التي حددت المهام الرئيسية لهذه المنظمة وهي "التعاون مع الحكومة في جميع القضايا المتعلقة بإنشاء وطن قومي لليهود". وفي 11 أغسطس 1929 قرر المؤتمر السادس عشر للمنظمة الصهيونية العالمية المنعقد في زيورخ تغيير اسم المكتب اليهودي في فلسطين، إلى الوكالة اليهودية في فلسطين ونقل مقرها الرئيسي من مدينة يافا (حاليا تل أبيب- يافا) إلى لندن. وبعد الإعلان عن إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 تم تغيير اسم الوكالة إلى "الوكالة اليهودية لإسرائيل" وأصبحت حلقة الاتصال بين إسرائيل والمجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم، و مقرها حاليا في مدينة القدس.


أنشطة الوكالة


بدأت "سوحنوت" منذ تأسيسها بالدفاع عن مصالح اليهود في فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني. ونظمت في عام 1930 نشاطا سياسيا موجها ضد "الكتاب الأبيض" البريطاني (وثيقة صاغها اللورد باسفيلد، وزير شؤون المستعمرات البريطانية)، تضمنت فرض القيود على هجرة اليهود إلى فلسطين وشرائهم الأراضي، ما أدى إلى عدم إقرارها. ونشطت الوكالة بعد ذلك في تسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين بأعداد تجاوزت الحدود التي وضعتها بريطانيا، حيث خلال أعوام 1934-1948 وصل بصورة غير شرعية إلى فلسطين أكثر من 150 ألف يهودي. وكانت الوكالة اليهودية قد أبرمت عام 1933 اتفاقية مع ألمانيا النازية لتهجير حوالي 50 ألف يهودي ألماني إلى فلسطين، مع احتفاظهم بجزء من ممتلكاتهم. واستمرت الوكالة في تقديم المساعدات لليهود خلال فترة الحرب العالمية الثانية، للهجرة إلى فلسطين. كما تمكنت من تجنيد 40 ألف يهودي لمساعدة الجيش البريطاني وحلفائه في محاربة النازيين. وبعد الإعلان عن تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 ، استمرت الوكالة اليهودية في حث اليهود ومساعدتهم في الهجرة وتوطينهم في فلسطين، وإنشاء التعليم اليهودي والصهيوني في الشتات. لحل هذه المشكلات، تعمل "سحنوت" مباشرة من خلال ممثليها في أكثر من 65 دولة في العالم.
ومنذ عام 1929 ساعدت "سحنوت" على إعادة توطين أكثر من 3 ملايين شخص من العائدين إلى إسرائيل، وأنشأت قرابة ألف مستوطنة. وتنقسم برامج عمل الوكالة إلى عدة مجالات: إعادة توطين في إسرائيل، والمساعدة على التأقلم؛ الحفاظ على الهوية اليهودية وتعزيزها في إسرائيل وبين الجاليات اليهودية في العالم؛ دعم ومساندة الفئات السكانية الضعيفة في إسرائيل وبين الجاليات اليهودية ومساعدتهم في الهجرة إلى إسرائيل. وضمن إطار المساعدات، تقدم الوكالة برامج لإعادة توطين جميع أفراد الأسرة، من أجل التكيف المهني والتعليم في إسرائيل.
وتنفذ "سحنوت" العديد من البرامج من أجل الحفاظ على الهوية اليهودية داخل إسرائيل وخارجها، فمثلا تعمل Partnership2Gether على تطوير وتعزيز العلاقات بين المجتمعات اليهودية في العالم، يشارك فيها أكثر من 350 ألف شخص. وهناك برامج تعليمية مختلفة وبرامج التدريب والمبادرات لتحسين حياة الجاليات اليهودية ومواطني إسرائيل.
وتقوم الوكالة اليهودية بتنفيذ عدد من المشاريع الهادفة إلى تقديم مساعدات مالية ومادية للفئات السكانية الفقيرة في إسرائيل. كما يعمل أيضا صندوق إغاثة ضحايا الإرهاب، الذي يقدم مساعدات مالية لضحايا العمليات الإرهابية في إسرائيل. وهناك أيضا برنامج إرشادي للمراهقين من الأسر التي تعاني مشكلات مختلفة، وتمنح هؤلاء الأطفال الفرصة للدراسة في التخصصات الفنية المطلوبة.


البنية التنظيمية للوكالة


الجمعية العامة هي الهيئة الإدارية العليا للوكالة اليهودية. وتجتمع الجمعية العامة، سنويا في إسرائيل حيث "التمثيل الأكبر والأوسع للشعب اليهودي". يشارك في اجتماعات الجمعية العامة مندوبون منتخبون وفقا للمبدأ التالي- 50 بالمئة يمثلون المنظمة الصهيونية العالمية، 30 بالمئة الاتحادات اليهودية و20 بالمئة من الصندوق الرئيس (كيرين هايسود- المنظمة الرئيسية لجمع التبرعات لإسرائيل). وتقليديا يلقي رئيس إسرائيل ورئيس الحكومة وزعيم كتلة المعارضة خطابات أمام الجمعية العامة. وتناقش الجمعية العامة الأمور المتعلقة بالديموغرافيا وتعزيز الروابط بين الجاليات اليهودية وإسرائيل ومعاداة السامية وتعريف جيل الشباب بالهوية اليهودية والمساهمة في الحياة الاجتماعية.
و مجلس إدارة الوكالة هو الهيئة الإدارية العليا، ويتحكم بميزانية الوكالة وينظم نشاطاتها ويصوغ سياستها وبرامج التعاون مع الحكومة الإسرائيلية. وينتخب أعضاء مجلس الإدارة لدورتين وفق نفس النسب المذكورة للجمعية العامة. وحاليا يرأس مارك ويلف مجلس الإدارة.
وتنفذ هيئة تنفيذية برامج وسياسة الوكالة. وهذه الهيئة تابعة لمجلس الإدارة مباشرة. ويرأس دورون ألموغ حاليا الهيئة التنفيذية.
وينسق الأمين العام العمل بين أعضاء الجمعية ومجلس الإدارة والهيئة التنفيذية. وجوش شوارتز هو الأمين العام حاليا للوكالة اليهودية.
ويتم تمويل الوكالة من قبل الجاليات اليهودية الكبيرة والاتحادات والمؤسسات والمنظمات الخيرية اليهودية والمسيحية.
"سحنوت" في روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة
بدأ عمل الوكالة اليهودية في الاتحاد السوفيتي في عهد ميخائيل غورباتشوف، الذي انتهج سياسة التقارب مع الغرب. وافتتح أول مكتب تمثيلي للوكالة عام 1989 (أي قبل سنتين من إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل التي قطعت عام 1967). وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي ، هاجر خلال أعوام 1900-2000 ما يقارب من مليون شخص إلى إسرائيل، منهم حوالي 300 ألف من روسيا، بسبب الأوضاع السياسية والأزمة الاقتصادية التي سادت في بلدان رابطة الدول المستقلة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ولكن بعد استقرار الأوضاع انخفض عدد المهاجرين كثيرا.
ووفقا لبيانات وزارة إعادة التوطين والاندماج الإسرائيلية، ارتفع في عام 2021 عدد العائدين من روسيا بنسبة 10٪ مقارنة بعام 2020 وبلغ 7.5 ألف شخص (27٪ من إجمالي عدد العائدين).
وتعمل ممثليات الوكالة اليهودية في روسيا وبيلاروس وأوكرانيا ومولدوفا وأذربيجان وجورجيا وأوزبكستان وكازاخستان. وللمثلية في روسيا مكاتب في موسكو وبطرسبورغ وسمارا وروستوف وبيتغورسك ويكاتيربورغ وإيركوتسك ونوفوسيبيريسك وخاباروفسك.


وقف نشاط الوكالة في روسيا


رفعت وزارة العدل الروسية يوم 21 يوليو 2022 دعوى قضائية إلى محكمة باسماني تطلب فيها تصفية الوكالة اليهودية لإسرائيل.
وتؤكد القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية على أن "سحنوت" متهمة بجمع معلومات عن مواطني روسيا من أصل يهودي، وتمنح الأفضلية للعلماء ورجال الأعمال لإعادتهم إلى إسرائيل.
ولكن دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس بوتين أعلن أن المسألة "مرتبطة بمراعاة التشريعات الروسية".
ومن جانبه أعلن يائير لبيد في 24 يوليو الجاري أن "العلاقات مع روسيا مهمة لإسرائيل" وإن غلق "سحنوت" أثرت في العلاقات بين إسرائيل وروسيا.


المصدر: وكالة "تاس"

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا