وفي حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، اعتبر كوروتشينكو أن قرار توريد منظومات "إس-300" لسوريا يمثل ردا مناسبا تماما على تصرفات إسرائيل التي تتحمل مسؤولية تحطم طائرة "إيل-20" الروسية. وأشار إلى أن من المهم عدم السماح لإسرائيل باستهداف الطائرات أو السفن التي ستنقل هذه المنظومات إلى سوريا، وهو احتمال لا يمكن استبعاده.
وتابع: "من المتوقع أن تتخذ القيادة العسكرية الروسية إجراءات لمنع تحقيق هذا السيناريو وأن أي محاولات للجانب الإسرائيلي لتدمير إس-300 ستقمع بكل قوة وحزم".
وشدد الخبير الروسي على أن منظومات "إس-400" و"إس-300 في-4" المنتشرة على أراضي قاعدتي حميميم وطرطوس العسكريتين الروسيتين، وهي منظومات بعيدة المدى، ستضمن التصدي لأي محاولات محتملة لتقويض التوريدات الروسية. واعتبر أن منظومة "إس-300" المزمع توريدها لدمشق يمكن أن تكون من نوعها القديم أو من أنواعها المطورة أيضا، بما في ذلك نوع "إس-300 في-4".
وأشار إلى أهمية أن يكون الخبراء السوريون مسؤولين عن إدارة المنظومة المذكورة ومدربين على المستوى المطلوب، وهناك "مستشارون روس بإمكانهم مساعدة السوريين في ذلك".
وووفقا لصفقة موقعة سابقا بين موسكو ودمشق، كان من المفترض أن تتسلم سوريا دفعة من منظومات "إس-300" في العام 2010، لكن الجانب الروسي علق آنذاك توريدها بطلب من تل أبيب. وفي مايو 2018، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، إيغال يعالون، أن إسرائيل كانت مهتمة بعدم حصول سوريا على هذه المنظومات. وبحسب يعالون فقد كان الجانب الإسرائيلي يخشى من أن الصواريخ الجديدة المضادة للطائرات لن تقيد حرية أداء طيرانه في المجال الجوي السوري فحسب، بل وستتيح للسوريين أيضا السيطرة شبه الكاملة على الأجواء الإسرائيلية.
وأعلنت إسرائيل عدم تدخلها في النزاع المسلح في سوريا، لكنها أكدت مرارا عزمها على عدم السماح لإيران بتعزيز وجودها العسكري في هذا البلد.
وفي وقت سابق من الاثنين، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن الإجراءات التي اتخذتها روسيا لتعزيز أمن العسكريين الروس في سوريا، بعد كارثة طائرة "إيل-20" الروسية، والتي حملت موسكو تل أبيب المسؤولية عن إسقاطها بالخطأ من قبل مضادات الجو السورية، لدى تصديها لغارة مقاتلات إسرائيلية، في 17 سبتمبر.
وأشار الوزير إلى أن هذه الإجراءات تشمل توريد منظومات "إس-300" الصاروخية المضادة للجو لسوريا. وشدد شويغو على أن روسيا جمدت، في 2013، خطة تسليم منظومات "إس-300" إلى سوريا، بطلب من الجانب الإسرائيلي، "لكن الوضع تغير اليوم، وليس بذنبنا".
المصدر: نوفوستي