مباشر

الاقتصاد وسوريا و"S-400" على جدول مباحثات بوتين وأردوغان

تابعوا RT على
يناقش الرئيسان، الروسي والتركي، مجموعة شائكة ومنوعة من القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، مع التركيز على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتنفيذ مشاريع ذات منفعة متبادلة.

وأعرب خبراء التقتهم RT عن اعتقادهم بأن المحادثات بين الرئيسين، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، لن تكون سهلة، وقالوا إن تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة وإعادة المياه الى مجاريها السابقة بينهما ما زالت بعيدة. وأشاروا إلى أن التنسيق في مكافحة الإرهاب وإيجاد حل للأزمة السورية والتحقيق في جريمة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، أندريه كارلوف، بالإضافة الى تنفيذ مشروع خط  نقل الغاز الى تركيا(السيل التركي) وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستتصدر جدول مباحثات الرئيسين، وأن قوة العلاقات بين البدين مرهونة بالتوافق على هذه المواضيع.

وكانت الرئاسة التركية قد أعلنت سابقا أن الرئيسين، أردوغان وبوتين، سيبحثان خلال لقائهما في موسكو موضوع توريد منظومات "إس-400" الصاروخية، إلا أن موسكو لم تؤكد هذا الأمر.

وقال إبراهيم قالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية في أنقرة: "تجري الآن مباحثات حول "إس-400"، ويتم النظر في جوانب تقنية كثيرة. والإدارة والرئيس يتابعان الموضوع عن كثب. ولا ندري هل سنتمكن من حل المسألة قبل انعقاد القمة، إلا أن هذا الموضوع سيطرح للمناقشة على مستوى الزعيمين".

ووفقا للخبراء، فإن تغييرات ملحوظة على الساحة السياسية طرأت منذ الاجتماع الأخير بين بوتين وأردوغان، وعلى رأسها تضييق الجيش السوري مدعوما بالطيران الروسي الخناق على الجماعات الإسلامية على جميع الجبهات. كما أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يمهد لفتح قنوات جديدة في المنطقة  تتجاوز تركيا، التي تواجه انتقادات متكررة من مسؤولي الاتحاد الأوروبي، في وقت تتصاعد فيه حدّة الصراع السياسي في تركيا. لذلك، فإن كل هذه الأمور لا بدّ أن تترك أثرها حتما على مواقف الأطراف وسير المفاوضات الروسية-التركية القادمة.

وقال السكرتير التنفيذي لأكاديمية الدراسات الجيوسياسية، أرايك ستيبانيان: "إن الوضع في تركيا، يواجه صعوبات كثيرة، منها: فشل السياسة الخارجية لأردوغان، فشلا ذريعا، تراجع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. والوضع ليس أفضل مع جيرانها الأقربين، اليونان وأرمينيا. فيما يشهد الوضع الداخلي في البلاد صراعات تزداد تفاقما. وفي ظل هذه المشكلات، فمن أي موقع يجب على أردوغان التفاوض مع روسيا؟ ".

ووفقا لهذا المحلل، فإن الجانب التركي مضطر للتقرب من روسيا، لانه إذا ما بدأ أردوغان الصدام مع موسكو، فإن تركيا ستواجه مشكلات لا حدود لها. ومع ذلك، فلروسيا مصالحها الخاصة مع تركيا، وخاصة في التعاون معها لتسوية الصراع السوري.

فيما اعتبر يوري مافاشيف، رئيس مركز دراسات تركيا الحديثة، أن روسيا تريد إكمال العملية التي بدأتها في سوريا، وأكد، في مقابلة مع RT، أن هذا هو السبب في أن موسكو وافقت على عملية "درع الفرات".

وأشار الخبير أيضا إلى أن الاستفتاء المقرر في أبريل/ نيسان في تركيا حول تغيير النظام الدستوري مهم جدا لأردوغان. وبالتالي، فإن الرئيس التركي سيحاول أن يظهر للناخبين أنه يدافع عن المصلحة الوطنية ويقود الحوار مع روسيا على قدم المساواة.

الخريطة السورية

وفي الوقت الذي تهتم فيه روسيا بجرّ أردوغان الى تقديم تنازلات في الموضوع السوري، يسعى الرئيس التركي الى الحصول على تطمينات من موسكو بشأن دعم الأكراد الذين يقلقونه ويقضون راحته.

فأردوغان يسعى لتجنب تشكيل منطقة كردية في شمال شرق سوريا، لأن الأتراك يخشون أن يشكل الحكم الذاتي الكردي سابقة تمتد إلى أراضيهم، يمكنها أن تؤثر على جنوب شرق تركيا، ويمكن أن يؤدي إلى تشكيل دولة مستقلة على أراضي تركيا.

المسألة الاقتصادية

وعلى الرغم من أن بوتين وأردوغان أعربا عن رغبتهما في التوصل إلى مستوى جديد من العلاقات الاقتصادية، فإن التحسن السريع في هذا المجال أمر مستحيل، وفقا لستيبانيان، بسبب انعدام الثقة في السوق التركية من جانب رجال الأعمال الروس.

وقال الخبير: "هناك موقف حذر تجاه الأتراك"، "ليس من الممكن الانتقال إلى مستوى جديد من العلاقات الاقتصادية " في الوقت الراهن.

المصدر: RT

سعيد طانيوس

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا