صواريخ "كاتيوشا" والعاشقة التي تنتظر عودة حبيبها من الجبهة!
اكتوت قوات ألمانيا النازية بنيران صواريخ "كاتيوشا " السوفيتية في 14 يوليو 1941. أطلقت المدفعية الصاروخية السوفيتية في أول تجربة قتالية حممها على تجمعاتها في مقاطعة سمولينسك.
شاركت في القصف المدفعي الصاروخي 7 منصات متعددة طراز "بي إم – 13"، وتمكنت من ألحاق خسائر فادحة بالغزاة النازيين وأجبرت هذه القوة على التراجع في تلك الفترة المبكرة من عملية غزو ألمانيا النازية للاتحاد السوفيتي في العملية المسماة "بارباروسا"
رواية أخرى تذكر أن "كاتيوشا" استخدمت للمرة الأولى في بيلاروس، حين انطلق وابل من صواريخها على تقاطع سكة حديد مدينة "أورشا" التي كانت القوات الفاشية قد استولت عليها. تلك الضربة الصاروخية دمرت بـ 112 صاروخا قطارات القوات الألمانية وذخائرها.
بدأ السوفييت في صنع "كاتيوشا" صيف عام 1933. تولى المهمة معهد أبحاث الصواريخ الذي أجرى دراسات على قذائف صاروخية تعمل بالوقود الصلب من عياري 82 و132 مليميتر.
بعد عدة سنوات من العمل والتطوير تم اعتماد قاذفات الصواريخ متعددة المنصات طراز "بي إم – 13" رسميا في الجيش الأحمر في 21 يونيو 1941. هذه البطاريات الصاروخية المتنقلة عُرفت فيما بعد باسم "كاتيوشا".
توجد عدة روايات عن أصل تسمية هذا السلاح بـ"كاتيوشا"، إحداها تربط الاسم بأول حرف لمصنع "كومينترن" الذي كان ينتجها، وأخرى ترى أن مصدر الاسم كان اسم القذيفة الرئيسة الأولى "إم – 8"، وكانت تعرف في نسختها المعدلة باسم "كات".
أما الرواية المرجحة أكثر فتربطها بأغنية "كاتيوشا" الشهيرة التي تتحدث كلماتها عن أحاسيس فتاة اسمها "كاتيوشا" تنتظر حبيبها وهو مقاتل على التخوم البعيدة.
هذه الرواية تقول إن جنودا سوفييت أطلقوا اسم "كاتيوشا" على هذه المدفعية الصاروخية حين قال أحد زملائهم بعد انطلاق دفعة من صواريخها بهديرها المميز: "يا لها من أغنية".
تعود أهمية صواريخ "الكاتيوشا" إلى كونها أول نظام صاروخي متنقل سوفيتي متعدد الإطلاق، وقد تضمن مجمع هذا السلاح، صواريخ وقاذفات وأنظمة للتحكم في إطلاق النار ومركبات.
علاوة على ذاك تميزت هذه المدفعية الصاروخية في الشحن المتعدد ما يعطيها قدرة على تدمير الأهداف في المناطق المهمة.
صواريخ "كاتيوشا" كانت قادرة على إصابة أهدافها على مسافة تصل إلى 8.5 كيلو متر. الحرارة في مركز الانفجار كانت تصل إلى حوالي 1500 درجة مئوية.
صواريخ "كاتيوشا" أثبتت فعاليتها بسرعة وأصبحت واحدة من الأسلحة الهامة التي استخدمت في السنوات اللاحقة على نطاق واسع في مختلف الجبهات، ما أسهم بشكل كبير في جهود القتال ضد القوات الألمانية النازية.
كان لصواريخ "كاتيوشا" تأثير نفسي كبير على جحافل الغزو الألماني. صُدم جنود هتلر بالأسلحة السوفيتية الجديدة وخاصة "كاتيوشا". كان صوت عويل الصواريخ المميز أثناء اندفاعها نحو الهدف يثير الذعر في نفوسهم ويضرب معنوياتهم بقوة. هذا الرعب دفع الألمان إلى إطلاق اسم فاحش عليها.
من الأمور الهامة أن السوفييت استخدموا صواريخ بسيطة وغير موجهة ذخائر لمنصات "كاتيوشا". هذه الصواريخ لم تتطلب منشآت صناعية كبيرة مثل تلك التي تحتاجها المدفعية الثقيلة، ما أتاح الفرصة للتوسع السريع في إنتاجها في زمن الحرب. صنع بحلول عام 1942 من "كاتيوشا" 3237 وحدة، وارتقع العدد بحلول عام 1945 إلى حوالي 10000 قطعة.
صواريخ "كاتيوشا" كانت الرائدة في العالم في مجال المدفعية الصاروخية المتحركة، وكانت الأساس فيما بعد لأنظمة مشابهة مثل منظومات إطلاق القذائف الصاروخية الشهيرة "غراد" من طراز "بي إم – 21"، وكانت الملهمة للأمريكيين أيضا في صنع منصاتهم الحديثة المشابهة مثل نظام "HIMARS".
هكذا دخلت "كاتيوشا" التاريخ العسكري العالمي، وكانت "بطلة" أسطورية قامت بدور استثنائي خلال فترة القتال العنيف ضد الغزو النازي للاتحاد السوفيتي، وأسهمت في دحر النازيين وردهم على أعقابهم وملاحقتهم حتى عقر دارهم في برلين.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
تكتيك القتال بـ"المعانقة" في أشرس حرب!
من مواقيت الحرب العالمية الثانية اللافتة أنها بدأت بأوروبا في 1 سبتمبر 1939، وانتهت في 2 سبتمبر 1945، في حين أنها بدأت في القارة الآسيوية بغزو اليابان للصين في 7 يوليو 1937.
مَن يقف وراء العمليات "المستحيلة" وكيف صنعت روسيا أسطورة قواتها الخاصة؟
تعد قوات "ألفا" من أشهر وحدات القوات الخاصة في روسيا والعالم، وقد تأسست في حقبة الاتحاد السوفيتي بأمر من رئيس جهاز "كي بي جي" يوري أندروبوف في 29 يوليو 1974.
القاذفة الروسية الشبحية "باك دا" في مواجهة الأمريكية "بي – 2"!
توجد لها صور نادرة وبيانات أساسية، ولا أحد يدري كم قطعت على الأرض من أشواط إلا المصمون والمسؤولون الأكثر قربا من أسرار الدولة، إنها القاذفة الروسية الاستراتيجية الشبحية "باك دا".
بيروت تشهد "أكبر سرقة مصرفية في التاريخ".. فمن السارق؟
لم تحدث أكبر سرقة مصرفية في العالم في ظروف استثنائية فحسب، بل وبقيت غامضة في كل شيء حتى في قيمة ما نُهب، واتهم بها الجميع بما في ذلك اثنان من أجهزة الاستخبارات الكبرى.
منشط "النازيين" القاتل!
حلم بعض القادة العسكريين على مر التاريخ بامتلاك جيش لا يشعر بالتعب. جيش من المقاتلين الحديديين القادرين دائما على تجاوز أي عقبات، لا يعطلهم نوم، ولا يوقفهم جوع أو عطش ولا ألم.
مصافحة تاريخية فوق كوكب "أصغر من أن يتحمل حربا نووية"!
انطلقت إلى الفضاء في 15 يوليو 1975 الرحلة المأهولة المزدوجة على متن المركبتين "سويوز" و"أبولو"، وكانت بمثابة تحول هام نحو الانفراج في الحرب الباردة مهدت لتعاون دولي دائم في الفضاء.
السائح الجزائري بطل العرض العسكري في فرنسا!
وجد سائح عربي نفسه فجأة في بؤرة حدث خطير في 14 يوليو 2002. كان يشاهد في باريس العرض العسكري بمناسبة سقوط سجن الباستيل حين دوى طلق ناري بالقرب منه.
"النجمة المظلمة".. قفزة في عالم الطيران (صور)
دفع تصميم القاذفة الاستراتيجية "دي سي بي" الخبراء إلى إطلاق عدة أسماء مهيبة عليها منها "النجمة المظلمة" و"القيامة السوداء" و"ما وراء الحدود"، ووصفها بانها مقاتلة من "حرب النجوم".
اليوم الأخير في حياة "ساحرة" البلاط!
شهد البلاط الفرنسي حركة تململ مما اعتبر خطر "ساحرة" أجنبية بعيد اغتيال الملك هنري الرابع عام 1610 وتولي ماريا دي ميديشي الوصاية على عرش ابنها الصغير لويس الثالث عشر.
ستالين: "يجب أن تكون شجاعا جدا لتكون جبانا في الجيش الأحمر"!
وجه الزعيم السوفيتي يوسف ستالين في 3 يوليو 1941 أول خطاب للشعب السوفيتي منذ بدء الغزو الألماني النازي. في تلك اللحظات العصيبة، أعلن ستالين الصراع الجاري "حربا وطنية عظمى".
الصرخة المكتومة "يا إلهي ماذا فعلنا"؟
قبل ساعات من تنفيذ المهمة، اعتلى المقدم طيار بول تيبيتس ظهر طائرته، وكتب عليها اسم أمه "إينولا غاي تيبيتس". بعد ساعات انطلق إلى سماء مدينة "هيروشيما"، ونزل الموت كالصاعقة.
التعليقات