وغُرزت الحراب في أجسامهم. وقد تمّ مؤخراً تشييد كنيسة في هذا الموقع وأطلق عليها تسمية "كنيسة جميع القدسين" (كنيسة الدم المراق).
وشهدت سنوات حكم القيصر نيكولاي الثاني تطوراً اقتصادياً ملحوظاً في روسيا، من جهة، ومن جهة أخرى عانت البلاد من تناقضات اجتماعية وسياسية انعكست على نحو ساطع في الثورة الروسية الأولى (1905 – 1907) وثورة فبراير/شباط عام 1917 وانفجرت في ثورة أكتوبر علم 1917.
أما السياسة الخارجية للبلد فقد اتسمت في عهد نيكولاي الثاني بنشوب الحرب الروسيية-اليابانية (1904–1905) ومشاركة روسيا في تكتلات الدول الأوروبية الغربية التي أدّى التناقض بينها إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
وكان نيكولاي الثاني قد تخلى عن العرش لصالح شقيقه ميخائيل رومانوف تحت ضغط أحداث ثورة فبراير/شباط عام 1917 التي تشكّل على أثرها ما يسمّى بالحكومة المؤقتة. وقد وُضع القيصر وافراد اأسرته تحت الإقامة الجبرية ثم أُبعد عن العاصمة بتروغراد(بطرسبورغ) حيث تبدل مكان إقامته عدة مرات. وبعد وصول البلاشفة إلى السلطة في أكتوبر عام 1917 نُقلت الاسرة القيصرية إلى الاورال حيث تمّ فيما بعد القضاء عليها بأبشع صورة وحشية.
وبالإضافة إلى مقتل القيصر نيكولاي الثاني وافراد عائلته في يوليو/ تموز عام 1918 فإن جميع أعضاء آل رومانوف ممن قرروا البقاء في روسيا لدوافع وطنية قُتلوا على أيدي السلطة الشيوعية.
وكانت السلطات الشيوعية بروسيا السوفيتية تسعى خلال وقت طويل إلى إخفاء هذه الجريمة النكراء، التي حدثت في ضواحي كاترينبورغ، حيث بقي مكان دفن جثتهم مجهولاً على مدى عشرات السنين.
وفي أواخر الثمانينات من القرن الماضي تمّ العثور على بقايا جثة القيصر نفسه وزوجته وبناته اناستاسيا وتاتيانا وأولغا. أما رفات ولي العهد ابن القيصر الكسي وشقيقته ماريا فلم يعثر عليها آنذاك مما اثار الكثير من الشائعات حول نجاتهما بأجوبة خارقة. ولكن في عام 2007 فقط عُثر على بقايا هيكلين عظميين أتاح الفحص الاختباري تحديد هوية صاحبيها حيث تبين انهما ألكسي وماريا.
ويُذكر أن الكنيسة الارثوذكسية الروسية لا تعترف بصحة الاستنتاجات المتعلقة ببقايا الجثث التي عثر عليها في كاترينبورغ والعائدة غلى الأسرة القيصرية رغم انه تمّ دفنها في مدفن عائلة رومانوف بكاتدرائية بولس وبطرس في سانت بطرسبورغ.
وفي أغسطس /آب عام 2000 أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عن جعل القيصر نيكولاي الثاني وأفراد أسرته في عداد القديسين نظراً لما عُرِف عنهم من تقوى وورع ولمصرعهم كشهداء.