وأشارت الخارجية الروسية في تعليقها على قرار المحكمة، يوم الخميس، إلى أن "سير ونتائج التحقيقات تدل على أنه كان في أساسها الطلب السياسي لدعم فرضية ضلوع روسيا في الكارثة".
وأضافت الخارجية أن المحكمة كانت "تحت ضغط غير مسبوق من قبل السياسيين الهولنديين وممثلي النيابة العامة ووسائل الإعلام، الذين كانوا يفرضون عليها نتائج مسيسة للتحقيقات"، مشيرة إلى أنه "لا يمكن الحديث عن موضوعية وعدم انحياز" المحكمة في مثل هذه الظروف.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن المحكمة لم تنتبه إلى أن "كافة استنتاجات النيابة العامة الهولندية كانت مبنية على شهادات شهود العيان الذين لم تذكر أسماؤهم ولم تكشف عن هوياتهم، وعلى بيانات مشكوك فيها، بما في ذلك من جهة ذات مصلحة خاصة بها، أي جهاز الأمن الأوكراني".
وتابعت أن المحكمة "لم تنتبه كذلك إلى حجج الدفاع حول عدم وجود أدلة ثبوتية على أن الطائرة أسقطت من نظام "بوك" الصاروخي من صنع روسي" وإلى وثائق وزارة الدفاع الروسية بشأن الصاروخ.
وأشارت الخارجية إلى أن المحكمة "لم ترغب في الاطلاع على التفاصيل بشأن موقع إطلاق الصاروخ، وتجاهلت الحقائق التي تدل على أن الإطلاق قد يكون تم من الأراضي التي سيطر عليها العسكريون الأوكرانيون"، ولم تدرج على الملف بيانات الرادارات الروسية وتقارير شركة "ألماز أنتيه" ونتائج التجارب العلمية الروسية والعديد من شهادات شهود العيان التي قدمها جانب الدفاع.
ولفتت الخارجية إلى أن "أوكرانيا رفضت تقديم بيانات الرادارات والتسجيلات الصوتية لمحادثات هيئات المراقبة الأرضية" وغيرها، وكذلك إلى أن المحكمة "لم تحلل بالشكل المطلوب مسؤولية كييف عن عدم إغلاقها الأجواء فوق منطقة العمليات القتالية".
وأكدت الخارجية الروسية أن "المرافعات القضائية في هولندا قد تصبح إحدى أكبر الفضائح في تاريخ القضاء مع هذا السجل الطويل من الأمور الغريبة والمتناقضة والحجج المشكوك فيها من جانب الادعاء، التي كان الحكم مبنيا عليها".
وأضافت: "نعبر عن أسفنا الشديد لتجاهل محكمة لاهاي لمبادئ العدالة غير المتحيزة، واستجابتها للاعتبارات السياسية الراهنة، ما يوجه ضربة إلى سمعة النظام القضائي الهولندي بأكمله".
وأصدرت المحكمة في لاهاي يوم الخميس حكما بالسجن المؤبد على 3 متهمين، هم المواطنيان الروسيان إيغور غيركين وسيرغي دوبينسكي والأوكراني ليونيد خارتشينكو، وبرأت المتهم الرابع، الروسي أوليغ بولاتوف.
يذكر أن طائرة شركة الخطوط الجوية الماليزية التي كانت تنفذ رحلة MH17 من أمستردام إلى كوالالمبور، أسقطت فوق منطقة النزاع في دونباس عام 2014، وأسفرت الكارثة عن مقتل 298 شخصا.
المصدر: RT