جاء المؤتمر بعنوان "15 عاما من الشراكة بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي"، وشارك في أعماله، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، والممثل الدائم لروسيا لدى المنظمة، رمضان عبد اللطيبوف، والممثل الخاص لوزير الخارجية الروسي لدى منظمات الدول الإسلامية، سفير المهام الخاصة، كونستانتين شوفالوف وغيرهم.
وكانت روسيا قد انضمت بصفة دولة مراقبة، نهاية يونيو 2005، خلال أعمال المؤتمر الـ 32 لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في صنعاء (وكانت المنظمة حتى 2011 تحمل اسم منظمة المؤتمر الإسلامي).
وشدّد الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمة، رمضان عبد اللطيبوف، على أن "الانضمام إلى أكبر منظمة دولية بعد هيئة الأمم المتحدة أصبح نقطة بارزة في استعادة العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي"، حيث أن روسيا تشارك المنظمة في رؤيتها للإسلام المعتدل وضرورة الحوار بين الأديان، والعمل بفعالية لمكافحة التطرف والإرهاب. من جانبها تهتم المنظمة بالتعرف على تجربة روسيا في التعايش السلمي بين الأديان والقوميات.
كما أكّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، أن المنظمة تولي اهتماما كبيرا بالتعاون مع روسيا، وتأمل في مواصلة الحوار. حيث قال إن "روسيا هي الشريك الأهم للمنظمة، وتسهم إسهاما كبيرا في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي"، وتابع: "إننا نقدر المساحة القانونية للمواطنين المسلمين في روسيا، والقادرين على أداء شعائرهم بحرية. حيث أن الإسلام عنصر تاريخي مهم في التراث الثقافي لروسيا، حيث يعيش 20 مليون مسلم. بالإضافة إلى ذلك فإن روسيا مجاورة لعدد من الدول الإسلامية".
وقال العثيمين إن العلاقات القوية بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي تسهم إسهاما كبيرا في تنمية الإمكانات الفكرية للطرفين، وتساعد في تعزيز العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي، وهي العلاقات التي واجهت في السنوات الأخيرة بعض الصعوبات في مجال الإرهاب والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية، التي فاقمتها جائحة كورونا.
أما رئيس جمهورية تتارستان، رستم مينيخانوف، والذي يشغل أيضا منصب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي"، والذي تلا كلمته نيابة عنه نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي"، فاريت موخاميتشين، فأكّد على أن تتارستان تفخر بمساهمتها في تطوير العلاقات بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي، حيث أن الدول الإسلامية هي الشريك التقليدي لروسيا في تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات، بينما تتعاون روسيا والمنظمة لضمان الاستقرار والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي.
أما الممثل الخاص لوزير الخارجية الروسي لدى منظمات الدول الإسلامية، سفير المهام الخاصة، كونستانتين شوفالوف، فقد قال إن منظمة التعاون الإسلامي "ليست فقط أكبر منظمة دولية بعد هيئة الأمم المتحدة، ولكنها أيضا الرابط الوحيد بين الدول على أساس المجتمع الديني والحضاري"، مؤكّدا على أن التنوع الحضاري "لا يزال شرطا مسبقا للتنمية البشرية".
كذلك أشار شوفالوف إلى أن علاقات روسيا مع دول العالم الإسلامي، منذ قرون، ذات طابع تاريخي، واكتسبت في السنوات الأخيرة سمات الشراكة بين الحضارات. وذكر أن منظمة التعاون الإسلامي هي منظمة سياسية تضع على قمة أولوياتها حل مشكلة القدس وفلسطين، بينما يوفر اعتراف روسيا بدولة فلسطين دولة مستقلة، أساسا متينا لتنمية العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي ككل، ومنظمة التعاون الإسلامي على نحو خاص.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن العمل في هذا الاتجاه من قبل مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي"، منصة صلبة لتقارب موقف روسيا مع الدول الإسلامية.