بعث وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بطلب إلى نظيره التشيكي، لوبومير ميتنار، لتسليم تمثال مارشال الاتحاد السوفيتي، وأحد القادة العسكريين السوفيت الذين لعبوا دورا حاسما في دحر القوات الألمانية في المرحلة الأخيرة من الحرب الوطنية العظمى، إيفان كونيف. وذلك بعد أن قامت سلطات الحي السادس التشيكي، بتنفيذ قرارها الصادر في 12 سبتمبر 2019 بإزالة النصب التذكاري للمارشال السوفيتي كونيف.
ناشد شويغو في رسالته نقل النصب التذكاري في أقرب وقت ممكن، معربا عن أسفه لتصرفات هيئات الإدارة المحلية للحي السادس في مدينة براغ، والتي تنفذ القرار عشية الذكرى الـ 75 للانتصار على النازية، وتزيل نصبا تذكاريا لبطل ومحرر أوروبا وبراغ من النازيين. وأشار شويغو إلى أن العملية العسكرية لتحرير براغ أنقذت حياة مئات الآلاف من سكان التشيك، وحررت الملايين من نير النازية.
"لقد دفعت بلادنا ثمنا باهظا لتحرير أوروبا من النازية. وراح ضحية عملية براغ الاستراتيجية وحدها أكثر من 50 ألف قتيل وجريح من آبائنا وأجدادنا، الذين قاتلوا من أجل حرية واستقلال الشعب التشيكي." سيرغي شويغو.
وعليه تابع شويغو، أن روسيا لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام إزالة النصب التذكاري للمارشال، إيفان كونيف، وطالب بتسليم النصب إلى روسيا في أسرع وقت ممكن.
وردا على هذا الطلب، أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع التشيكية، يان بيشيك، أن الجيش لن يتمكن من تسليم النصب التذكاري إلى موسكو، وسوف تعد الوزارة خطابا للرد على طلب وزارة الدفاع الروسية.
وقال بيشيك: "إن النصب التذكاري ليس ملكنا، وبالتالي لا يمكننا نقل ما لا نملك. النصب ملك الحي السادس لمدينة براغ".
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أدانت إزالة النصب التذكاري للمارشال كونيف، وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، إن ذلك قد يكون مصدر إزعاج طويل الأمد في العلاقات الثنائية بين روسيا وجمهورية التشيك، وأشارت إلى أن عجز السلطات المحلية عن "الوقوف أمام مسؤولي الإدارات المحلية" و"وقف الأنشطة الاستفزازية" التي تنتهك الالتزامات الدولية يضع علامات استفهام في روسيا.
من جنبها، فتحت لجنة التحقيق دعوى جنائية تتعلق بإزالة النصب التذكاري لمارشال الاتحاد السوفيتي، إيفان كونيف، في براغ. ونشر الموقع الإلكتروني للجنة أنه قد "تم فتح قضية جنائية، بتهمة الإهانة العلنية لرمز من رموز المجد العسكري الروسي".
ويشير الموقع إلى أن "التحقيقات أثبتت أن السلطات المحلية في براغ، من خلال هذه الإجراءات الاستفزازية، تنتهك على نحو صارخ الالتزامات التي تعهدت بها جمهورية التشيك، في إطار الاتفاقيات الثنائية مع روسيا، ما يدل على تجاهل للذاكرة المشتركة وتاريخ نضال الشعب السوفيتي ضد الفاشية".
وكانت وزارة الخارجية التشيكية قد علّقت في وقت سابق على قرار السلطات المحلية للحي السادس في مدينة براغ بهدم النصب التذكاري بأن "نقل النصب ليس انتهاكا لأي من المعاهدات الدولية القائمة بين جمهورية التشيك وروسيا"، منوهة بأن الحديث يدور حول نقل النصب إلى "مكان جدير به"، وتحديدا متحف القرن العشرين، الذي من المقرر إنشاؤه في براغ، ولا يعد ذلك انتهاكا لاتفاقية 1996 بشأن العلاقات الودية بين البلدين.
المصدر: RT