وصرح بوغدانوف، في مقابلة مع قناة "RT"، اليوم الخميس، بأن تحرك بعض الدول لاستعادة العلاقات مع دمشق يزداد وفقا للتطورات الميدانية والسياسية في سوريا.
كما اعتبر بوغدانوف وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، محقا فيما قاله حول الوجود الإيراني والتركي في سوريا بسبب غياب الوجود العربي، لافتا إلى أن التحرك التركي شمال سوريا جاء بسبب فراغ السلطة.
وفيما يلي نص المقابلة:
RT: هل لمستم تغيرا في مواقف الدول الخليجية الأربع ( قطر، السعودية، الكويت والإمارات) إزاء سوريا، من خلال مشاركتكم في محادثات الجولة الخليجية الأخيرة؟
بوغدانوف: هناك تغير إيجابي في مواقف تلك الدول.
RT: وماذا عن موقف قطر، التي قال وزير خارجيتها إنها لم تغير موقفها لأن أسباب التحفظ إزاء عودة سوريا للجامعة العربية ما زالت قائمة؟
بوغدانوف: يقولون لنا في القاهرة اليوم، إن قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية جرى اتخاذه إبان تولي حركة "الإخوان المسلمين" ومحمد مرسي سدة الحكم في مصر وكل ما تعلق بالقرارات المصرية في تلك الفترة جرى اتخاذه تحت تأثير توجه راديكالي.
نلاحظ أن بعض الدول تحركت باتجاه استعادة علاقاتها مع دمشق من منطلق علاقات ثنائية. لذلك فالعملية جارية ومستمرة وتزداد زخما وذلك يرتبط بالوضع "على الأرض" والتطورات السياسية والميدانية الأخيرة وتقهقر "داعش" وبسط الحكومة السورية سيطرتها على أغلب الأراضي، والمفاوضات بين الحكومة والمعارضة في إطار أستانا وإقامة مناطق خفض التصعيد. كل ذلك يدفع باتجاه تنشيط العلاقات والاتصالات بين السوريين والدول العربية.
وقد قال عبد الله بن زايد إن في سوريا وجودا لإيران ووجودا لتركيا في ظل غياب الوجود العربي وهو محق في ذلك. من هنا، نرى أن خطوة الإمارات في إعادة فتح سفارتها في دمشق خطوة مهمة ورمزية.
RT: لماذا نرى الإمارات تفتتح سفارتها، فيما لا نرى ذلك من بعض الدول الأخرى؟
بوغدانوف: هناك دول مثل لبنان والأردن اللتين تأثرتا بالأزمة السورية بشكل مباشر، كمسألة اللاجئين السوريين. من هنا، فالأوضاع والظروف هي ما يدفعها نحو تنشيط الاتصالات مع دمشق.
RT: لفت الانتباه يوم أمس في مؤتمر الكويت، موقف وزير الخارجية الكويتي، الذي بدا أكثر مرونة حينما عبر عن سعادة الكويت لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، لكنه في ذات الوقت، بدا وكأنما يلتفت إلى أشقائه الخليجيين حينما أشار إلى تطور مسار التسوية السورية. ما تعليقكم على ذلك؟
بوغدانوف: مرد أمر ذلك هو الجالية السورية في الكويت، هناك من أقام بها منذ عقود، وهناك من أتاها على خلفية الأزمة السورية. عدد هؤلاء نحو 200 ألف شخص. بعضهم يعمل وبعضهم الآخر عاطل. لكن الحقيقة تبقى أن وطن هؤلاء في سوريا. بالإضافة إلى حاجة الناس للحركة. وهناك أمثلة مشابهة في الإمارات وغيرها من دول الخليج.
RT: كيف انعكست زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة إلى إيران على مواقف الدول الخليجية التي زرتموها إزاء سوريا؟
بوغدانوف: هناك المصالح المشتركة وهناك المصلحة الثنائية. وفيما يتعلق بسوريا وإيران فنحن نتحدث عن الفضاء الاقتصادي المشترك وضمان الحاجة من مواد غذائية معينة والمساعدات الإنسانية وموارد الطاقة وإيران مورد مهم لذلك كله ليس بالنسبة لسوريا فحسب بل والعراق أيضا ودول الجوار والمنطقة ككل. هم يعيشون في منطقة واحدة من هنا، من الطبيعي أن يشتركوا في الكثير من الماء والهواء والقضايا الأمنية والإنسانية.
RT: كيف تنظر موسكو إلى الاتهامات التي توجهها دول بما فيها الخليجية للحكومة السورية، بتغيير الواقع الديمغرافي بما يعزز النفوذ الإيراني؟
بوغدانوف: حدث الكثير إبان الحرب. واليوم يلفت عرب وآشوريون إلى قيام بعض التشكيلات الكردية بممارسة السياسات التوسعية بدعم من واشنطن وهذا غير مقبول.
RT: ألا يقوم الأتراك بما قد يشبه ذلك في مناطق الشمال السوري؟
بوغدانوف: نعم، وهناك من يقوم بذلك من الجانب التركي أيضا. مرد كل ذلك لفراغ السلطة، حيث قام تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية بانتحال (استخدام) صفة الدولة أو الجيش في بعض المناطق من الشمال السوري والجنوب وما وراء الفرات واستخدم جميع الأساليب لتعزيز مواقعهم.
لكن الهدف المشترك كان القضاء على داعش لذلك، تم تركيز الجهود في بعض المناطق، وبطلب من الجانب السوري دفعنا كما دفعت إيران تعزيزات إليها. ولدينا اتفاقيات معينة مع الأتراك في إطار أستانا. لكن أستانا ليست روسيا وتركيا وإيران فحسب، فهذا الإطار يمثل السوريين قبل كل شيء، حكومة ومعارضة وما الدول الثلاث إلا ضامنة،، يقع على عاتقها ضمان تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها من قبل السوريين.
المصدر: RT