مباشر

حتى مشكلاتك الزوجية سببها روسيا؟

تابعوا RT على

يومياً، لا تخلو صفحات الجرائد الأمريكية والأوروبية وشاشات القنوات الإخبارية من الاتهامات والمزاعم الموجهة ضد روسيا بشأن اختراق حواسيب لأحزاب ومنظمات وشركات أمريكية والتدخل في الانتخابات الرئاسية.. اليوم بدأنا نشهد موجة جديدة من الاتهامات، وهذه المرة هي موجهة ضد الصين، التي اتهمتها وسائل إعلام باختراق شركات أمريكية ضخمة، قبل الحديث أيضاً عن أنها تدفع للتدخل في انتخابات الكونغرس، ثم أنها تعمل للإطاحة بالرئيس دونالد ترامب.

كيف يمكن التعامل مع هذا الكم الهائل من الاتهامات والمزاعم وكيف يمكن تحللها بشكل متوازن وموضوعي؟

قصة الهجمات الإلكترونية الروسية واختراق شبكاتٍ في الولايات المتحدة بدأت بشكل مركز وواضح بعد خسارة الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية في عام 2016.. لم يقبل مناصرو هيلاري كلينتون بهذه النتيجة، بل حرضوا على مظاهرات في ولايات عديدة ضد الفائز، الرئيس الحالي دونالد ترامب.. لكن الخسارة كانت تتطلب عنصرين رئيسين؛ الأول تفسيرها بحد ذاتها، والثاني التشكيك بشرعية وجود ترامب في البيت الأبيض. ولهذا وجدوا أن اتهام روسيا باختراق خوادم الحزب الديمقراطي، من جانب، وبالتأثير في مسار الانتخابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من جانب آخر، يحقق أهدافهم.. فالزعم بأن روسيا تدخلت لصالح ترامب، معناه أن الخسارة لم تكن حقيقية، وفي الوقت ذاته تعني أنه غير شرعي.

لإدراك مدى سخافة الاتهامات، علينا الاطلاع على التقرير الذي أصدره مكتب التحقيقات الفيدراليFBI بعد أسابيع قليلة من الانتخابات.. التقرير يعتمد على جهل غالبية الأمريكيين بتكنولوجيا المعلومات، فهو يقوم بتفصيل أساليب الاختراق التي يعتمدها الهاكرز في هجماتهم ويشرح كيفية عملها، ثم يقفز في خلاصة التقرير إلى اتهام روسيا بالقيام بالهجوم.. من دون تقديم أي دليل مهما كان متواضعاً.


اليوم، المزاعم تتزايد، من هجمات إلكترونية روسية استهدفت شبكات الكهرباء والطاقة النووية في الولايات المتحدة، إلى أخرى تتعلق بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في هولندا، إلى التدخل في انتخابات دول أوروبية.. والواقع يقول إن أيَ دليل لم يقدَم على هذه المزاعم، سوى مزاعم أخرى وصور وتقارير تتحدث عن الواقعة لا أكثر.

الجديد في الاتهامات الأمريكية، هو ضم الصين إلى قائمة المخترقين الإلكترونيين الأشرار.. كلنا نعرف الحرب التي شنها السياسيون الأمريكيون على شركات صينية ناجحة، مثل Huawei وZTE.. الأمر وصل إلى حد توجيه اتهامات للصين باختراق شركات كبرى مثل أمازون وأبل، عبر زرع رقاقة إلكترونية صغيرة للغاية في اللوحات الأم Motherboards، التي كانت تصنع من قبل شركة اسمها Supermicro.. وفق تقرير لبلومبيرغ، هذه الرقاقة يمكنها نقل كل المعلومات المتوفرة على خوادم هاتين الشركتين إلى بكين.


لا أحد يعرف أي شيء عن هذه الرقاقة، ولا كيفية عملها.. ولا ضرورة لذكر أن الصور في التقرير الذي تم نشره لا علاقة لها بالـ Motherboards محل الاهتمام.



الأمر لا يتعدى كونه حالة هستيريا تجتاح الدول الغربية، وتحديداً الولايات المتحدة وبريطانيا.. هستيريا ممزوجة بشعور العداء لروسيا، الظاهر في وسائل الإعلام، التي تروج لفكرة أن كل شر في العالم مصدره روسيا، والآن، ربما الصين أيضاً.

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا