بعد اجتماعٍ لما يسمى "تحالفَ الراغبين" خرجَ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معلناً استعدادَ ستٍّ وعشرين دولة أوروبية لإرسالِ قواتٍ إلى أوكرانيا في إطار الضماناتِ الأمنية. رفعَ ماكرون نبرةَ الخطاب معتبراً أن أعضاءَ التحالف قادرون، وليسوا فقط راغبين. لن نغضَّ النظر عن الاتصال بالرئيس الأميركي قبل خروجِ مقرراتِ الاجتماعِ إلى العلن، لكن سنسلِّمُ بأن دولَ تحالف "الراغبين" قادرٌ فعلاً، من قال إن روسيا ستقفُ مكتوفةَ الأيدي تراقب هذا التهديد يقتربُ من حدودِها؟ اكتفتِ الدولِ الغربية حتى الآن بإرسال مرتزقة إلى أوكرانيا وليس قواتٍ نظامية، لأنها بكلِّ بساطة غير قادرة، وإلا لكانت فعلت ذلك منذ عامين وأكثر. لكن، كيف يمكن قراءة هذا الحراك؟ هل يمكن أخذه على محمل الجد؟ أم أن القارة العجوز تحاول تدعيم موقفِ كييف التفاوضي، بعد احتراقِ أوراقِ القوة الأوكرانية، وأهمُّها ورقةُ الصمودِ في الميدان. تتهاوى الجبهات أمام تقدُّمِ القواتِ الروسية، والجنودُ الأوكران بين قتيل وجريح وأسير وفار.. لكن، أبعد من ذلك والأهم، هل نجح الأوروبيون في عرقلة مسار الحل السلمي للأزمة الأوكرانية؟