يومَ الأحد عاشت أستراليا أكثرَ أيامِها دموية منذ عام 1996، مع وصول عدَّادُ ضحايا هجومِ الحفلِ اليهودي على شاطئ بوندي في سيدني إلى 16 قتيلاً وعشراتِ الجرحى. نعودُ بسرعة إلى ما جرى، حيث هاجمَ مسلحان روَّادَ الحفل بأسلحةٍ نصفِ أوتوماتيكية على ما يبدو. أطلقا النار من مسافة قريبة على المشاركين، وقبل تدخُّلِ الشرطة، تمكن مدني من انتزاعِ سلاحِ أحدِ المهاجمين وعزلِهِ، قبل أن يصاب برصاصِ المسلح الثاني. وليتبين لاحقاً أنه شابٌ مسلمٌ اسمه أحمد الأحمد، أنقذ الكثير من الأرواح كما أكد المسؤولون الأستراليون. لاحقاً قتلتِ الشرطة مسلحاً وقبضت على الآخر، والتفاصيل قيدُ الفحص. أثارَ الهجومُ إداناتٍ دولية واسعة، لكنَّ اللافت كان اتهامَ رئيس الوزراء الإسرائيلي سلطات أستراليا بتجاهل تحذيراته وتشجيع ما يصفها بـ "معاداة السامية"، فيما طالب وزير خارجيته جدعون ساعر كانبيرا بتحمُّلِ مسؤولياتِها حولَ ما جرى. لا شكَّ في أن الكثيرَ من التفاصيل ستتضح قريباً حول الخلفياتِ والدوافع، لكن لا بدَّ من طرحِ الأسئلة هنا.. كيف يُقْرأ ما جرى وما أسبابه؟ هل تتحمل حكومة كانبيرا المسؤولية كما تقول تل أبيب؟ وما هي التداعيات المتوقعة لهجوم شاطئ بوندي في سيدني؟