يكرِّرُ الرئيس الروسي هذا الموقف، ويضيف إليه أن روسيا مستعدة للوصول إلى "توافقات منطقية" لحل الأزمة. طبعاً لا يراود القيادةَ الروسية أدنى شكٍّ حول نوايا الجانب الأوكراني. فهو دائماً يفعل عكس ما يقول، وينقلب على توقيعه بضغط أميركي – بريطاني. ولا يترك هذا الضغط لأنقرة المستعدة للوساطة بين موسكو وكييف أيَّ هامش لمحاولة إنجاح وساطتها. فلا شيء يضمن ألا تكون روسيا أمام مناورة من جانب أوكرانيا ليلتقط جيشُها أنفاسه على ضوء الضربات القاسية التي يتلقاها.. لا بل إن هذا هو الاحتمالُ شبهُ المؤكد. فقوات كييف فقدت المبادرة على طول خط الجبهة، وما تبقى منها في مقاطعة كورسك محاصر بانتظار المصير المحتَّم.