بسرعة تتآكل الدفاعات الأوكرانية على جبهات دونباس وخاركوف وتتهاوى البلدات والمدن واحدةً تلو الأخرى أمام تقدم الجيش الروسي. العينُ الآن على مدينة "فولتشانسك" في مقاطعة خاركوف.. سيطر الجيش الروسي على أجزاءٍ منها ويعمل على إحكام السيطرة عليها. في كييف وفي الغرب يرتفع بسرعة مستوى الذعر، فالقوات الأوكرانية تتراجع منذ أكثر من عام، ومنيت بخسائر لن تعوِّضَها الأسلحة الأميركية الآتية. أوضحُ ما يعبِّرُ عن موقف الغربِ الآن هي الزيارةُ العاجلة لوزير الخارجية الأميركي إلى كييف. جاء بلينكين يشدُّ على يدي زيلينسكي ولا شكَّ في أنه سمع عن قربٍ نداءات استغاثته. لكنَّ بلينكين أكثرُ من يعرف أن الكلام الحماسي لا يُصْرَفُ في الميدان. على كلِّ جبهات المواجهة، المبادرة بيد الجيش الروسي، وستبقى كذلك، والأسلحة الأميركية ستأتي، نعم، لكن تأثيرَها سيقتصر على تأخير النتيجة المحتومة للمعركة، وهي هزيمة نظام كييف ومن يقف خلفه.