أن يشرف الرئيس الروسي شخصياً على المرحلة الرئيسية من المناورات العسكرية الاستراتيجية بين روسيا وبيلاروس، فهذا أمر يستحقُّ التوقِّفِ عنده. لفت بوتين إلى أهمية هذه المناورات في سبيل الحفاظ على أمن دولة الاتحاد، كما أبدى حرصه على التأكد من جاهزية القوات، مشيراً إلى حجمِ هذه المناورات ونطاقِها. هذه المناورات وإن كانت مقرَّرةً مسبقاً، إلا أنها تتزامن مع حالةٍ من التوتر الشديد في العلاقات بين موسكو والغرب، وجمودٍ يطبع عملية الحلِّ السلمي للأزمة الأوكرانية. باب التفاوض يبقى دائماً مفتوحاً من جانب روسيا، لكن، لا تهاونَ في الميدان حيث تتقدم القواتُ الروسية يومياً بثباتٍ نحو تحقيق الأهداف إن لم يجْنَحِ الطرف الآخر للتفاوض. والطرفُ الآخر ممثلاً برئيس منتهي الشرعية، عليه أن يتوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب، يقول الرئيس الأميركي، الذي يبدي مجدداً استعدادَه للاجتماع ببوتين وزيلينسكي خلال مفاوضات السلام المستقبلية. فهل يكفي كلامُ ترامب لدفع التفاوضِ قدما؟ قد يكون الجواب نعم، لو أضفنا إلى هذا المعطى المناوراتِ الاستراتيجية، والتقدُّمَ الروسي على الأرض، وجهداً أميركياً لوقفِ العرقلة الأوروبية..