مقابل كلِّ المساعي الروسية – الأمريكية لحلِّ الأزمة الأوكرانية لم يصدُر موقفٌ أوروبيٌّ واحدٌ مؤيدٌ للحل، وإنما على العكس تماما: تصعيد كلامي وصل إلى حدِّ التهديد بشنِّ ضرباتٍ استباقية ضد روسيا. قبل ذلك أعطى المسؤولون الأوروبيون مواعيد للمواجهة مع موسكو، تحدثوا عن ضرورة الاستعداد لها وعن هزيمة روسيا استراتيجياً وتقسيمها وتدمير اقتصادِها، وما إلى من هنالك من شرٍّ يَضْمُرُونَه لموسكو. لذا، وأمامَ هذا العداءِ الأوروبي الأعمى لروسيا، كان لا بدَّ للرئيس الروسي من وضعِ بعضِ النقاطِ على الحروف. يؤكد فلاديمير بوتين أن روسيا لا تريد المواجهة، لكنها جاهزة لها منذ الآن. الحرب مع أوروبا ليست كالحرب مع نظام كييف.. ستكون سريعة جداً، ولن يبقى أحدٌ لنتحدث إليه. باختصار نفهم هنا أن الصواريخُ النووية الروسية لن تبقيَ لأوروبا أي أثر. فهل يعودُ الأوروبيون إلى رشدهم أن أنهم مصرُّون على لغةِ الحربِ مع روسيا؟ وهل يلحقون بركبِ الحلِّ الأوكراني قبل فواتِ الأوان؟