وجاء في المقال: سوف تُذكر دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية ليس فقط من خلال الانتصارات الرياضية إنما ومن خلال الانتصارات الدبلوماسية. فقد دعي رئيس كوريا الجنوبية إلى بيونغ يانغ، وتحدثت جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية أخيرا مع سيئول بنبرة تصالحية.
حول هذا الموضوع، قال غيورغي تولورايا، مدير البرنامج الكوري في معهد الاقتصاد التابع لأكاديمية العلوم الروسية، في تعليق لـ"موسكوفسكي كومسوموليتس": " كوريا الشمالية، تلجأ دائما الى "الورقة الكورية الجنوبية" عندما تجد نفسها في وضع صعب. ولذلك، فإن خطوة كيم جونغ أون تجاه سيئول كانت حكيمة وواعدة جدا. وبطبيعة الحال، حاولت بيونغ يانغ كسر أو على الأقل إضعاف تحالف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بهذه الخطوة. وقد تم القيام بها لأسباب تكتيكية، لكنها تفتح الباب أمام تقارب استراتيجي".
إلا أن رئيس القصر الأزرق رد بتحفظ على الدعوة لزيارة بيونغ يانغ، فقال: "دعونا نجعل ذلك ممكنا من خلال تهيئة الظروف اللازمة في المستقبل".
وفي الصدد، أضاف تولورايا: " في العلاقات بين الكوريتين، ظهرت بالفعل اتجاهات مثيرة للقلق: بدأ مون جيه إن الحديث عن بعض الشروط، وعن ضرورة مناقشة نزع السلاح النووي. ومن الواضح أن هذا يتم تحت تأثير الأمريكيين. والشماليون لن يتحدثوا معه في هذا الموضوع. وهكذا، فإن مؤتمر القمة بين الكوريتين معرض للخطر. وإذا ما بدأت المناورات العسكرية الأمريكية- الكورية الجنوبية التي تم تأجيلها إلى ما بعد الألعاب الأولمبية في مكان قريب من الحدود، فستعتبر بيونغ يانغ هذا استفزازا، ويعود كل شيء إلى ما كان عليه".
كما نقلت "موسكوفسكي كومسوموليتس" عن مدير مركز أبحاث آسيا-المحيط الهادئ، بمعهد موسكو للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية فاسيلي ميخييف، قوله للصحيفة: "التقارب بين الكوريتين وهم. دفع الكوريون الجنوبيون ببساطة تكاليف الرياضيين والوفود الكورية الشمالية، لذلك جاؤوا. تولى مون جيه إن السلطة مع فكرة أنه سيعمل بطريقة مختلفة عن سابقيه...ولذلك ذهب إلى استعراض هذا التقارب الظاهري ... في البداية، استجاب رئيس كوريا الجنوبية بحماسة لفكرة عقد قمة بين الكوريتين في بيونغ يانغ، ولكن بعد ذلك، على ما يبدو، تحت ضغوط أمريكية، قال إنه يجب أن يتم بحث قضايا نزع السلاح. وبيونغ يانغ ليست على استعداد لمناقشة ذلك. وهذا طريق مسدود".
ويصل المقال إلى أن كوريا الشمالية، بطبيعة الحال، أرادت أن تظهر للعالم وجهها الجديد، فمدت غصن زيتون إلى عدوها القديم. ولكن فيما تغير الخطاب نحو كوريا الجنوبية بشكل كبير، فإن بيونغ يانغ لا تزال تعتبر الولايات المتحدة العدو رقم واحد. وهكذا، فحتى إذا عادت العلاقات بين الكوريتين إلى مستواها السابق أو بلغت قاعا جديدا مع انتهاء الألعاب الأولمبية، فسوف يكون لدى بيونغ يانغ من تتهمه: حاولنا، ولكن "مكائد أمريكا" مرة أخرى دمرت كل شيء".