وجاء في المقال: يضاعف الجيش التركي وجوده على الحدود مع سوريا، وينقل المعدات العسكرية إلى المناطق الحدودية ويقوم بقصف القوات الكردية في شمال البلاد. وتجري الاستعدادات العسكرية على الحدود مع سوريا على قدم وساق بعد أن قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مهلة إلى الأكراد: مغادرة مواقعهم في غضون أسبوع واحد أو الاستعداد لتدميرها.
وأضاف المقال أن العمل العسكري التركي يهدد بخروج الأكراد من عملية السلام وتعطيل مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقده في نهاية شهر يناير في سوتشي.
وجاء فيه، أيضا: فعلى الرغم من المخاطر الكبيرة التي قد تتعرض لها أنقرة، والتي يمكن أن تؤدي إلى استئناف الهجمات الإرهابية في تركيا نفسها، فإن الخبراء الذين أجرت "كوميرسانت" معهم مقابلات يعتقدون بأن العملية ضد الأكراد مقررة ولا تراجع عنها، وهم يختلفون فقط في تقييم حجمها وعواقبها. وفي الوقت نفسه، ليس لدى أي من اللاعبين الخارجيين أي نفوذ حقيقي لإجبار أنقرة على التخلي عن العملية ضد الأكراد.
وفي الصدد، يقول أندريه فيدوروف، مدير مركز الدراسات السياسية، لـ" كوميرسانت": "كان أحد شروط أردوغان للدخول في تحالف مع روسيا أن تمتنع موسكو عن دعم الأكراد السوريين، وأن لا تترك مجالا في التصريحات الرسمية لإمكانية إنشاء دولة كردية. فمع أخذ ذلك بعين الاعتبار، فإن أقصى ما يمكن أن تذهب إليه روسيا حيال العملية التركية الجديدة ضد الأكراد هو التعبير عن القلق والتحذير من أن مثل هذه الخطوات يمكن أن تعرقل عملية السلام في سوريا ".
وأضاف فيدوروف: " روسيا لا تستطيع تحمل تفاقم العلاقات مع تركيا، والمغامرة بخروج أنقرة من الاتفاق حول سوريا وانهيار جميع الاتفاقيات التي تم التوصل اليها العام الماضي. كما سيكون مهما للولايات المتحدة بعد انتهاء المرحلة النشطة من القتال في سوريا، وعلى الرغم من التصريحات عن خطط لإنشاء "قوات أمن الحدود"، عدم إيصال الخلاف مع أنقرة إلى أقصاه. وعلى ذلك، يستند حساب أردوغان".
ويشاطر أندريه كورتونوف، المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية، فيدوروف الرأي حول العواقب المحتملة للعملية التركية ضد الأكراد، فيقول لـ"كوميرسانت": "إن قدرة روسيا على التأثير على الوضع محدودة. فالـ "القضية الكردية" لديها كل الفرص لتصبح المسألة الأصعب في العلاقات الروسية التركية، بل أكثر تعقيدا من مصير الرئيس السوري بشار الأسد".
ويذهب مدير مركز "روسيا-شرق -غرب"، فلاديمير سوتنيكوف، أبعد من ذلك، فيقول لـ "كومرسانت": "في الواقع، تتخذ تركيا الخطوة الأولى نحو تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ اللاعبين الرئيسيين، والتي يمكن أن تدفن خطط إطلاق عملية السلام والحفاظ على الدولة السورية الموحدة".