يقول رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية"، الأستاذ في مدرسة الاقتصاد العليا، فيدور لوكيانوف في مقاله:
عشية السنة الجديدة، سألت زميلي الياباني كيف تنظر طوكيو إلى كوريا الشمالية، وما إذا كان التصعيد المحتمل لأزمة الصواريخ النووية يبعث على القلق. وما أثار دهشتي أن ردة فعله كانت هادئة، فقال: لن تحصل استفزازات جديدة على الأرجح، فقد حققت بيونغ يانغ أهدافها (بناء القدرة على الردع النووي) وستركز الآن على الأدوات الدبلوماسية. والمهمة الجديدة هي خفض ضغط العقوبات على الاقتصاد التي ازدادت بشكل ملحوظ خلال العام الماضي. واشنطن، في الوقت نفسه، لا مصلحة لها في الحرب، الجنرالات في محيط ترامب القريب، لا يريدون مخاطر لا لزوم لها. ومن ثم، خلص زميلي إلى إمكانية إجراء محادثات مباشرة في العام المقبل. الأمر الذي أرادته كوريا الديمقراطية منذ البداية.
وأضاف لوكيانوف أن أزمة كوريا الشمالية مثال نموذجي لما يحدث عندما يكون النظام العالمي في حالة من الخلل، وجميع اللاعبين الرئيسيين مشغولون بحل مشاكلهم الخاصة وغير مهتمين بفك العقد الصعبة. كيم جونغ-أون، قبل وقت طويل من مجيء ترامب رفع شعار "كوريا الشمالية - أولا وقبل كل شيء"- مع الأخذ بعين الاعتبار أن مصالح البلاد، وفق فهمه، مطابقة لمصالح الأسرة- لذلك، فكيم لا تزعجه على الإطلاق ردة الفعل من الخارج.
ويفيد مقال لوكيانوف بأن سنة 2017 استعرضت بصورة نهائية تراجع المخططات السابقة، وتغيير أنماط السلوك التي اعتبرت بديهيات على مدى العقود الثلاثة الماضية. صحيح أن أمريكا لا تتخلى عن الصدارة، ولكنها لا تطمح أكثر إلى دور "الزعامة العالمية". هذا يؤثر على الجميع، يتيح إمكانيات أمام جميع اللاعبين الآخرين، ولكن يغمرهم بحالة من الارتباك: فليس من الواضح ما يجب القيام به عندما تدير الهيمنة ظهرها.