الصين توسع أسطولها البحري الكبير– ماذا ينتظر البنتاغون؟

أطلقت الصين طائرة تجريبية خفية مصممة للهبوط على حاملات الطائرات قبل أكثر من عام. وقامت في 7 نوفمبر بتشغيل حاملة طائراتها الثالثة، فوجيان، وهي بصدد تركيب وحدات لحاملة طائرات رابعة، مصممة لتكون أكبر من حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد ر. فورد، وستعمل بالطاقة النووية لأول مرة. وفي غضون بضع سنوات، قد تمتلك الصين 6 حاملات طائرات خاصة بها. وهذا تهديد خطير.

وكان الرئيس ترامب قد أعلن في مارس عن طائرة F-47 الشبحية الجديدة التابعة لسلاح الجو، والتي صنعتها شركة بوينغ. فأين إذن طائرة حاملة الطائرات السرية الجديدة التابعة للبحرية؟

قبل 15 عامًا، قرأت البحرية الأمريكية الإشارات من الصين وبدأت سرًا بتطوير طائرة شبحية بعيدة المدى للإطلاق من حاملات الطائرات. وتشبه أحدث طائرات البحرية قاذفة مقاتلة مزودة بالذكاء الاصطناعي الذي يُمكّنها من قيادة الطائرات دون طيار إلى القتال، وبمدى كافٍ لإخافة الصين.

وأصبحت هذه الطائرة - المعروفة فقط باسم F/A-XX أو مقاتلة الهجوم التجريبية - جاهزة للانطلاق. وقد حلقت كل من بوينغ ونورثروب غرومان بطائرات تجريبية. وتنتظر نماذجها الأولية، القابعة في حظائر سرية محروسة في ميزوري وفلوريدا أن يشتريها البنتاغون بفارغ الصبر. ومع ذلك، لسببٍ ما، لا يبدو البنتاغون مستعدًا لاتخاذ قرار الشراء "الاختياري"، وهذا التأخير صادم وخطير.

يرغب الكونغرس بشدة في طائرة البحرية لدرجة أنه أضاف ما يقرب من مليار دولار إلى الميزانية لتسريع إنتاج طائرة F/A-XX. وصرح النائب كين كالفرت، الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا ورئيس اللجنة الفرعية لمخصصات الدفاع في مجلس النواب، في 14 مايو: "تحتاج البحرية الأمريكية إلى مقاتلات من الجيل السادس. وأخشى أن أي تردد من جانبنا في عملية شراء مقاتلات الجيل السادس المخطط لها للبحرية سيُضعفنا بشكل خطير في مواجهة الصين".

بالطبع، قصفت طائرات F/A-18EF التابعة للبحرية الأمريكية أهدافًا في الشرق الأوسط خلال حملات جوية مختلفة لما يقرب من 3عقود. انظروا فقط إلى الأضرار التي ألحقتها بمواقع صواريخ الحوثيين ومخابئ أسلحتهم في اليمن خلال عملية "الفارس الخشن" في ربيع العام الماضي. لكن لمواجهة سيناريوهات القتال الشرسة في المحيط الهادئ، يحتاج طيارو البحرية الذين ينطلقون من حاملات الطائرات إلى طائرة جديدة. وكل ما على الرئيس ترامب فعله الآن هو اغتنام هذه الفرصة لاختيار أفضل طائرة للبحرية.

ماذا نعرف عن مشروع البحرية السري؟

أولا، من الواضح أن البحرية لم تسمح لنا بالاطلاع على صور طائرة F/A-XX. ويكشف التصميم الفني المثير الذي نُشر خلال الصيف عن شكل انسيابي خفي، مع غطاء قمرة قيادة مشابه لطائرة F-35. ويوفر شكل الجناح الماسي أو دلتا قوة رفع ومدىً، خاصةً على ارتفاعات طيران عالية.

ثانيا، أعلنت البحرية أن مدى طائرة F/A-XX سيزيد بنسبة 25% على الأقل عن مدى المقاتلات الحالية. ووفقًا لتقديرات أحد كبار المحللين، قد يصل المدى إلى 1000 ميل. إضافة لإمكانية التزود بالوقود جوًا، والصواريخ بعيدة المدى، وستتمكن من خوض غمار المعركة عبر المحيط الهادئ. وأؤكد لكم أن البحرية تعاني من نقص في مقاتلة بعيدة المدى حقيقية منذ تقاعد طائرتي A-6 Intruder وF-14 Tomcat الشهيرة بسلسلة TOPGUN، لذا فإن المدى أولوية قصوى.

ثالثا، لطالما فضّلت البحرية الأمريكية استخدام محركين، نظرًا لكثرة تحليقها فوق الماء. ولن ترى المحركين لأنهما داخل الطائرة لتقليل أثر الحرارة، وهنا تتفوق تكنولوجيا المحركات الأمريكية على الصينية.

رابعا، كانت طائرات التخفي المبكرة، مثل SR-71 وF-117 وB-2، مزودة بطبقات سوداء مسطحة تساعد على امتصاص موجات الرادار. أما الاتجاه الحالي في استخدام مواد التخفي فهو اللون الرمادي، مثل قاذفة القنابل B-21 Raider التي تُنتج حاليًا. ولحسن الحظ، تُعدّ الولايات المتحدة رائدة عالميًا في مجال مركبات ألياف الكربون المستخدمة في صناعة الطائرات.

خامسا، تُعلق المقاتلات الحالية، مثل سوبرهورنت، الصواريخ من نقاط صلبة أسفل الأجنحة. ولتحقيق التخفي ستتبع طائرة FA-XX مسار طائرة F-35C، وتضع الصواريخ داخلها. كما تُساعد أبواب مخزن القنابل المُسننة على الحفاظ على خاصية التخفي للطائرة.

سادسا، جزء من خطة البحرية الأمريكية هو تزويد حاملات الطائرات بطائرات مُسيّرة للتزود بالوقود، مثل MQ-25 Stingray الجديدة، لمرافقة طائرة F/A-XX في مهامها الخفية. لكن الطائرات المُسيّرة لا تستطيع القيام بكل شيء، وتتطلب الضربات البحرية حمولة كافية لحمل القنابل الثقيلة والصواريخ بوجود طيار. وتستطيع البحرية، باستخدام FA/XX،  استهداف سفن العدو والقواعد البرية ومواقع الرادار.

من المؤكد أن ترامب يُدرك أهمية التخفي بعد تدمير قاذفة بي-2 للمواقع النووية الإيرانية. وليس من الواضح ما إذا كان أحد قد شرح للرئيس حجم المخاطرة الهائلة التي يُقدم عليها البنتاغون فيما يتعلق بالطيران البحري بإبطاء طائرة إف/إيه-إكس إكس.

ببساطة، يجب أن تمتلك البحرية هذه المقاتلة الشبحية بعيدة المدى. والفكرة هي تزويد FA/XX بصواريخ بعيدة المدى حتى يستعيد جناح حاملة الطائرات القوة الجوية بعيدة المدى التي يحتاجها للمناورة وضرب الصين في المحيط الهادئ.

لا أحد يريد قول هذا، ولكن دون FA-XX، قد تتضاءل مهمة حاملة الطائرات في المستقبل، وقد حان الوقت للرئيس ترامب لاتخاذ قرار.

المصدر: فوكس نيوز

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب