خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى الولايات المتحدة، ناقش استئناف مشاركة بلاده في برنامج مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية F-35. وقد ألغيت عمليات التسليم بسبب عقوبات قانون CAATSA الأمريكي على شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400.
تركيا بحاجة ماسة إلى مقاتلات جديدة، نظرًا للوضع المتقلب في المنطقة. فبعض طائرات F-16 التركية في بداية التهالك، وبعضها الآخر يتقادم تدريجيًا. في ظل هذا الوضع، وحالة الجمود التي يعيشها عقد طائرات F-35، حاولت أنقرة الحصول على أحدث تعديل من F-16 - F-16V وتحديثات لمقاتلاتها، لكن هذه الصفقة تعثرت أيضًا.
كما أن الحصول على طائرات من الخارج ليس الخيار الأمثل: شراء أسلحة ومعدات غير أمريكية لها سيتطلب، على الأرجح، إعادة تدريب مكثف للكوادر. الأهم من ذلك، إذا ما تم اختيار مُصنِّع تعده واشنطن "غير مناسب"، فقد تفرض عقوبات أوسع على التعاون العسكري التقني (مع أنقرة). وتبدو مناقشة إمكانية الحصول على عدد صغير من طائرات يوروفايتر مجرد مناورة سياسية، لأنها لن تحل مشكلة تحديث أسطول القوات الجوية التركية. لذلك، فإن نقل المقاتلات المشتراة، واستئناف تدريب الكوادر، ووضع جدول تسليم واضح، ويفضّل أن يكون سريعًا، للمقاتلات، أمور بالغة الأهمية من الناحية العملية؛ وإلا، فسيواجه سلاح الجو التركي أزمة جدّية على المدى المتوسط. سياسيًا، سيرمز رفع هذه العقوبات إلى تطبيع العلاقات مع واشنطن بالنسبة لأنقرة، بعد انقلاب العام 2016. ومع ذلك، واستنادًا إلى التصريحات الأخيرة، يُدرك دونالد ترامب أهمية هذه القضية وسيسعى إلى تحقيق أقصى الفوائد من حلّها.