لمّحت وزيرة الخارجية النمساوية، بياته ماينل رايزنجر، إلى احتمال الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. ولكن، يبدو أن انضمام دولة أخرى من الاتحاد الأوروبي إلى الناتو ليس بالأمر الهيّن. فالنمسا تتمتع بوضع محايد وغير منحاز منذ العام ١٩٥٥، بعد مشاركتها في الحرب العالمية الثانية إلى جانب هتلر.
وفي الصدد، قال الباحث في العلوم التاريخية إيفان كونوفالوف:
بالنظر إلى الاتجاه العام، من المرجح أن تنضم النمسا إلى حلف شمال الأطلسي. ففنلندا والسويد، اللتان كانتا في وضع مماثل، بقيتا خارج الحلف فترة طويلة، لكنهما انضمتا إليه الآن. من الواضح أن ضغوطًا تُمارس من قِبَل أوساط الناتو، لأن الوضع صعب. يقول دونالد ترامب: "ما حاجتنا إلى الناتو، ادفعوا بأنفسكم"، مُهددًا بذلك الحلف الذي بات يسعى إلى استعادة زمام الأمور.
هل يعني هذا أن حياد النمسا، الساري منذ العام ١٩٥٥، أصبح الآن حبرًا على ورق؟
لطالما ارتبطت النمسا بمجتمع دول أوروبا الغربية، وتوافقت تحركاتها السياسية والعسكرية دائمًا مع موقف أوروبا الغربية. وقد حافظت على جيشها، على الرغم من حيادها. لذا، لم ينحرف النمساويون قط عن مسار أوروبا الغربية، الخاضع لمطالب الولايات المتحدة.
ولكن هناك أيضًا العامل السويسري. فقبول النمسا في حلف الناتو قد يُسهم في دفع سويسرا للانضمام إليه. وهذا ما يصبو إليه كلٌّ من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.