استجابت سوق النفط ببطء لتهديدات دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تشتري النفط الروسي، إذا لم تُحرز روسيا تقدمًا في تسوية الصراع مع أوكرانيا، بل انخفضت أسعار الخام بعد تهديداته.
وأشار المحلل البارز في الصندوق الوطني لأمن الطاقة والخبير في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، إيغور يوشكوف، إلى أن تهديدات دونالد ترامب أقرب إلى الابتزاز منها إلى الرغبة في فرض عقوبات حقيقية. وقال: "لو أرادوا ألا تجني روسيا أرباحًا من صادرات النفط، لفرضوا عقوبات مثل تلك المفروضة على فنزويلا أو إيران، أي لمنعوا أي جهة من شراء النفط الروسي. لكنهم لا يفعلون ذلك، ويهددون بقيود غير مفهومة. وإلى ذلك، في حين نصّت النسخة الأصلية على فرض رسوم جمركية بنسبة 500%، فإن ترامب يتحدث الآن عن رسوم بنسبة 100%".
ووفقًا ليوشكوف، فإن هذه الرسوم الجمركية باهظة للغاية. ومن الصعب تخيّل وضع تفرض فيه الولايات المتحدة، على سبيل المثال، رسومًا جمركية وقائية على سلع من الصين والهند، وهما أكبر مشترين للنفط الروسي. وقد حاولت واشنطن فرض رسوم جمركية على الصين قبل ستة أشهر من الآن، وانتهى الأمر بحرب تجارية. كما أن الولايات المتحدة لا تستطيع العيش من دون السلع الصينية.
وفي هذه الحالة، يرى يوشكوف أن إقدام الولايات المتحدة على مثل هذه الخطوة محط سؤال جوهري. فـ "حتى الآن، يبدو هذا كله نوعا من الابتزاز، ورفع درجة الرهان في عملية التفاوض، بل ومضاعفته- سواء فيما يتعلق بروسيا على المسار الأوكراني، أو في المفاوضات مع الهند والصين بشأن الرسوم الجمركية الجاري إعدادها حاليًا".