ويرى كاتب المقال المنشور على الموقع أن ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا سيقطع سبل الوصول الأمريكي والأوروبي إلى آسيا الوسطى، بينما سيعود ذلك بالنفع على الصين المرتبطة بعلاقات متينة مع روسيا.
وعلى خلفية لقاء وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الأسبوع الماضي، قادة أوروبيين وأوكرانيين بشأن عملية السلام، فإن كوش أرها يرى أن الخيار الرئيسي أمام قادة "الناتو"، لا يزال بناء أوكرانيا كـ "حصن منيع" ضد ما يسميه "الإمبريالية الروسية الزاحفة على طول حدود (الناتو)". أما الاعتراف بالقرم أراضي روسية، فإنه، من وجهة نظر الكاتب سيكون "كارثيا على مصالح الولايات المتحدة وأوروبا ومكانتهما في جميع أنحاء القارة الأوراسية".
وبينما يصف كوش أرها أهمية شبه جزيرة القرم الاستراتيجية مثل "تاج على قمة البحر الأسود"، فإن سيطرة روسيا على شبه الجزيرة ستبسط "سيطرة روسيا على البحر الأسود بطوله وعرضه"، ما سيجعله "بحيرة روسية"، وسيمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "نفوذا على كامل الساحل الأوكراني، مرورا بأوديسا، وصولا إلى حوض نهر الدانوب، إضافة إلى مولدوفا ورومانيا".
ويشير الكاتب، متحدثا عن مخزون آسيا الوسطى من المعادن النادرة الذي "يفوق مخزون أوكرانيا بكثير"، "ناهيك عن احتياطياتها الوفيرة من النفط والغاز التي طورت في أجزاء كبيرة منها بفضل الاستثمارات الأمريكية"، إلى أن سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، "سيحرم الولايات المتحدة وأوروبا إلى هذه الموارد الطبيعية في آسيا الوسطى".
ويعتقد أرها أن أي تنازلات ستدفع نحو "تدهور الأمن والاستقرار الإقليميين، وتضر بالمصالح الأمريكية والأوروبية في مواجهة مصالح روسيا والصين"، ويجب، من وجهة نظره، "ألا تكون تلك التنازلات قابلة للتفاوض بالأساس"، وبالتالي، يستنتج الكاتب أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم هو "أمر مستحيل"، حيث أنه سيؤدي إلى "خسارة مباشرة للمصالح الأمريكية والأوروبية، ومكانتهما في أوراسيا وشرق البحر الأبيض المتوسط"، بل وقد يمهد "لصراع إقليمي أكثر دموية في المستقبل".
المصدر: The National Interest
كوش أرها*: رئيس منتدى المحيطين الهادئ والهندي وزميل أول غير مقيم في المجلس الأطلسي ومعهد "كراتش" للدبلوماسية التقنية بجامعة بيردو، وشغل خلال إدارة ترامب الأولى هندسة الشراكة الاستراتيجية اليابانية الأمريكية في مجال الطاقة، والاقتصاد الرقمي كمنتديات تنسيق ثنائية بين الوكالات، وكان فاعلا ومؤثرا في الحوار نصف السنوي بين الولايات المتحدة واليابان حول منطقة المحيطين الهندي والهادئ.