يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتطهير معسكر منتقديه. فقد اعتقل رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أحد أبرز السياسيين المعارضين، في 19 مارس/آذار بتهمة الفساد والتواطؤ مع المنظمات الإرهابية. وجاء الاعتقال قبل أيام قليلة من الانتخابات التمهيدية لحزب الشعب الجمهوري، والتي كان من المقرر أن يسمّي فيها الحزب مرشحه الرئاسي.
وفي حديث مع "نيزافيسيمايا غازيتا"، أوضح الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، غريغوري لوكيانوف، أن اعتقال إمام أوغلو جزء من صراع سياسي.
وذكر أن حزب العدالة والتنمية لم يسمّي بعد مرشحيه للانتخابات المقبلة، لكن من الواضح أن إمام أوغلو هو الذي سيكون خصم الحكومة في العام 2028.
وأضاف لوكيانوف: "من المؤكد أن الاتهامات للقيادة التركية باللعب غير النظيف سوف تستمر، سواء من المعارضة الداخلية أو من الخارج. ولكن السلطات تستطيع الآن أن تعوّض هذا الانتقاد بالاعتماد على تأثير الدعم الشعبي الناتج عن نجاح القتال ضد حزب العمال الكردستاني والنجاحات الواضحة في الاتجاه السوري".
وبحسب لوكيانوف، فإن "اعتقال إمام أوغلو ربما لا يكون له تأثير في العلاقات الأمريكية التركية. فلم تُحوّل الإدارة الرئاسية الأمريكية الحالية إمام أوغلو إلى مرشحها المُفضّل وممثلها في الانتخابات المُقبلة. ولا ينوي ترمب تحويل أردوغان إلى عدوٍّ عنيدٍ له وللولايات المتحدة".
وبحسب ضيف الصحيفة، فإن سيد البيت الأبيض يترك مجالا للمناورة ولا يسعى إلى توتير العلاقات الثنائية مع تركيا إلى الحد الأقصى.