مكالمة بوتين وترامب جرت وفق السيناريو الروسي

حول أهم نقاط مكالمة بوتين وترامب، كتب رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية" فيودور لوكيانوف، في "فزغلياد":

إن الإثارة التي أحاطت بـ"المكالمة" بين بوتين وترامب، كما قد يتوقع المرء، ظلت مجرد تصعيد مصطنع. ولكن هذا لا يقلل من أهمية هذه الخطوة. وبات من الممكن التوصل إلى عدد من الاستنتاجات الأولية:

أولاً، كل شيء يسير وفقًا للسيناريو الروسي. فلم ترحّب موسكو بفكرة وقف إطلاق النار الفوري، معلنة ضرورة دراسة شروطه بشكل معمق، وإعداد الخطوط العريضة لحل طويل الأمد. ولم تحدث الهدنة؛

وثانيًا، شرط السلام هو وقف عسكرة أوكرانيا، أي وقف إمدادها بالسلاح وتعبئة السكان. ويمكن القول إن هناك عودة إلى الهدف الأصلي للعملية العسكرية الخاصة وهو نزع سلاح أوكرانيا؛

وثالثًا، وكما أصرّت روسيا منذ البداية، يبدو أن القضية الأوكرانية قيد المناقشة في السياق العام للعلاقات.

ومن الجدير بالملاحظة، بشكل خاص، الإشارة في الرواية الأمريكية إلى أن الطرفين ناقشا بالتفصيل قضايا الشرق الأوسط، وخاصة أمن إسرائيل. والتأكيد على أن هذا الموضوع (ومجموعة واسعة من القضايا من إيران وإسرائيل إلى سوريا وممالك الخليج) يشكل أولوية بالنسبة لترمب، وليس أوكرانيا. أما بالنسبة لروسيا، فالأمر معكوس: موضوع أوكرانيا يتقدم بوضوح على كل شيء آخر في قائمة الأولويات. وتنشأ فرصة نظرية للترابط: حيث يمكن تبادل ما ليس أكثر أهمية بالنسبة لأحد الجانبين بالأكثر أهمية بالنسبة له وأقل أهمية بالنسبة للجانب الآخر. النجاح ليس مضمونًا بأي حال من الأحوال، ولكنه مخطط عقلاني نسبيًا.

ولم تحمل المحادثة أخبارًا جيدة بالنسبة لكييف وأوروبا. تجري مناقشة التسوية بين قوتين عظميين، مع إيلاء القليل من الاهتمام للدول الأخرى. لا يزال يتعين علينا أن نمر بمرحلتين تفاوضيتين، على الأقل، قبل أن يتضح ما إذا كان من الممكن تحقيق النجاح أم أن كل شيء محكوم بالفشل.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب