مباشر
أين يمكنك متابعتنا

أقسام مهمة

Stories

41 خبر
  • كأس العرب 2025 في قطر
  • زيارة بوتين إلى الهند
  • 90 دقيقة
  • كأس العرب 2025 في قطر

    كأس العرب 2025 في قطر

  • زيارة بوتين إلى الهند

    زيارة بوتين إلى الهند

  • 90 دقيقة

    90 دقيقة

  • خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة

    خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة

  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

    العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

  • خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا

    خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا

  • فيديوهات

    فيديوهات

لافروف: الرئيس ترامب شخص براغماتي وشعاره المنطق السليم

في حديث مطول مع قناة "كراسنايا زفيزدا" (النجمة الحمراء) قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الرئيس ترامب هو "شخص براغماتي، يتبع شعار المنطق السلام".

لافروف: الرئيس ترامب شخص براغماتي وشعاره المنطق السليم
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (صورة أرشيفية) / RT

وقد تناول حواره المنشور على صفحة وزارة الخارجية الروسية على شبكة الإنترنت عددا من قضايا الساعة بما في ذلك مبادرة "قوات حفظ السلام" في أوكرانيا، والمحادثات الروسية الأمريكية في الرياض.

وجاء في الحوار:

لم نكن عميانا حينما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2007، برغم انخراطنا في العمل مع حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي ومجموعة الثمانية (آنذاك حينما كنا عضوا بمجموعة السبع)، من التعامل معنا كمن يتصرف بسذاجة أو لا يفهم ولا يرى أي شيء. إذا كنا جميعاً على قدم المساواة، فلنتعامل على هذا الأساس.

وقد واصلنا السير على هذا النهج، حيث شرح الرئيس بوتين بصبر لكل دولة وشريك من "المعسكر" الغربي على حدة ما كان يقصده عندما تحدث آنذاك في ميونيخ، حال كان هناك من لم يفهم شيئا.

وحتى اللحظة الأخيرة أعطيناهم فرصة لعدم السماح للأمور بالتصاعد إلى الصراع المحتدم. وقلنا لهم، ديسمبر 2021، إنكم "تتجاهلوننا وتماطلون بالحديث" عن اتفاقيات مينسك، وتخلقون تهديدات لأمننا، دعونا نوقع على معاهدة للأمن الأوروبي، يتم فيها ضمان أمن الجميع دون انضمام أي أحد إلى حلف "الناتو". وأيضا تم تجاهلنا.

وحتى في لقائي بوزير الخارجية الأمريكي آنذاك أنتوني بلينكن قال لي إن "الناتو" ليس من شأننا. ولا يمكنهم أن يعدوا بأن عدد الصواريخ متوسطة المدى التي سيتم نشرها في أوكرانيا سيكون محدودا بطريقة ما. قضي الأمر. وهو ما يندرج تحت بند النفاق، والإفلات من العقاب، والاستثنائية، وعقدة التفوق. فإلى ماذا أفضى بنا كل هذا؟

لم يكن من قبيل الصدفة أن يقول الرئيس فلاديمير بوتين في أحد أهم فعالياته العام الماضي إن الأمور لن تعود أبدا إلى ما كانت عليه قبل فبراير 2022. وهو ما يعني أنه ظل يأمل حتى ذلك الحين، فبراير 2022، وبعدها أدرك بالفعل عدم جدوى كل هذه الآمال. إلا أنه، مع ذلك، أعطاهم الفرصة حتى النهاية. ولسان الحال "دعونا نجلس إلى الطاولة، دعونا نتفق على الأمن، بما في ذلك أمن أوكرانيا، ولكن على نحو لا تؤدي فيه التدابير الرامية إلى ضمانه إلى تقويض أمننا"، إلا أن كل شيء قد حسم بالفعل.

الآن يقول عدد من السياسيين وأعضاء الحكومة السابقين والشخصيات العامة الذين يمتعون بـ "الرؤية الثاقبة بأثر رجعي" (متشابهين في ذلك مع الفلاح الروسي البسيط الذي يتمتع بقوة "الرؤية الثاقبة بأثر رجعي") إن الأمور كان ينبغي أن تتم بطريقة مختلفة. لكن ما جرى قد جرى.

وأهدافنا واضحة، ومحددة، كما كانوا يقولون في الاتحاد السوفيتي.

  • سؤال: بالحديث عن عام 2022، يتذكر الجميع أنكم أجريتم مفاوضات طويلة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. متى أدركتم بنفسكم، وفي أي مرحلة أنه لن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق؟  وكيف تم اتخاذ القرار بأن الوقت قد حان لبدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا؟ وقد مر شهر آخر بين آخر مفاوضات لك مع بلينكن.

كنت آمل أن يسود العقل والفطرة السليمة. لكن العنجهية والكبر انتصرا.

لم يكن الهدف فقط هو ضم أوكرانيا فعليا إلى حلف "الناتو"، أو إنشاء قواعد في شبه جزيرة القرم، على بحر آزوف، بل كانت كل هذه الخطط موجودة. لكن، وإلى جانب هذا التصميم الجيوسياسي، لعب الكبر أيضا دورا رئيسيا. كيف ذلك؟ يقولون لا فننصاع نحن؟ لا أبالغ، كان الأمر هكذا بفجاجة. إنه لأمر محزن. لا يستند إلى المنطق السليم.

وليس من قبيل الصدفة أن يكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآن فيما يتصل بأي صراع، بالنظر إلى الموقف الأمريكي، إنه يجب أن يكون هناك منطق سليم، والمنطق السليم لدى واشنطن يملي "التنحي جانبا".

  • سؤال: نتذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن الكرة الآن في ملعبهم. وبالنسبة لكثيرين كانت المحادثات في الرياض مفاجأة. فما هو العمل التمهيدي الذي قمتم به، ومتى بدأتم به لإتمام هذه المفاوضات؟

لم يكن هناك أي عمل تمهيدي. اتصل الرؤساء ببعضهما البعض بمبادرة من دونالد ترامب. وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد ألقى إليه بهذه الكرة في عام 2018 في هلسنكي في مؤتمر صحفي بعد كأس العالم (كانت هذه الكرة هي كرة الفيفا الرسمية) والتي التقطها ترامب وقام بتدويرها ورمى بها إلى أعضاء وفده الذين كانوا يجلسون أمامه.

لقد افترضنا جميعا أن من قطع العلاقات ليس ترامب، بل بايدن، لكنها دولة واحدة. يدرك دونالد ترامب هذا الأمر جيدا، لذا بادر هو بالاتصال. وقبل يوم واحد فقط من ذلك، أرسل مستشاره المقرب إلى روسيا لإجراء محادثة مفصلة. بعد ذلك، وخلال المحادثة الهاتفية، وبناء على اقتراحه، اتفق الرئيسان على لقاء الرياض. سافرنا إلى هناك بالطائرة بعد ثلاثة أيام من المحادثة الهاتفية. لذلك، لم يكن هناك أي تحضيرات، أعني ثنائية الجانب. بطبيعة الحال، استعد كل "فريق": فريقنا في وزارة الخارجية الروسية وفريقهم في وزارة الخارجية الأمريكية.

كان الحوار عاديا تماما بين وفدين. إلا أن الأمر المثير للدهشة هو أن هذه الأجواء الطبيعية للحوار أصبحت حدثا جللا. وهو ما يعني أنه خلال فترة حكم جو بايدن، نجح شركاؤنا الغربين في دفع الرأي العام العالمي إلى النقطة التي أصبح فيها ينظر إلى المحادثات الطبيعية على أنها شيء خارج المألوف.

لا ينبغي لنا أن نفكر بنفس الطريقة أبدا في كل قضية تتعلق بالسياسة الدولية. وقد أدركنا ذلك في الرياض، وقد اعترف الأمريكيون بذلك. قالوا ذلك بأنفسهم. وحيثما نرى توافقا في المصالح، فإن المنطق السليم يشير إلى أنه من الحماقة عدم استغلاله من أجل ترجمته إلى بعض الأمور العملية والحصول على نتائج مفيدة للطرفين. وعندما لا تتطابق المصالح (وهو ما قاله وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أيضا)، فإن من واجب القوى المسؤولة أن تمنع هذا التباين من التحول إلى مواجهة، وهذا هو موقفنا بالضبط.

بالمناسبة، هذا بالتحديد هو الشكل الذي تبنى عليه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، في حين لديهما عدد كبير من الخلافات. ويعلن الأمريكيون فرض عدد من العقوبات ضد الصين لقمع المنافس، ليس بقدر العقوبات المفروضة علينا. يقوم الأمريكيون والأوروبيون بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السيارات الكهربائية، إنها منافسة غير عادلة، لكني أعود إلى نموذج العلاقة. أقول إنه برغم كل هذه الخلافات، ورغم أن كبار القادة في الولايات المتحدة والصين يتهمون الجانب الآخر بشكل دوري بارتكاب بعض الأعمال غير القانونية، في الجانب الاقتصادي بالمقام الأول، إلا أن الاتهامات السياسية والأمنية مسموعة أيضا.

فلنقرأ كيف يتحدث الوزراء الصينيون عن خطط الغرب في مضيق تايوان أو بحر الصين الجنوبي. إنه تناقض صارخ. أنا أفهم الرفاق الصينيين عندما يؤكد الغرب على التزامه بسياسة "الصين الواحدة"، أي أن الصين واحدة وتايوان جزء منها، وفي الوقت نفسه، ورغم تلك التأكيدات، لا يتورعون عن تصريحاتهم بأن الوضع الراهن لا يمكن المساس به. فما هو إذن هذا "الوضع الراهن"؟ تايوان المستقلة. هناك الكثير من الخداع هنا.

وليس من قبيل المصادفة أن يقول ممثل وزارة الدفاع الصينية مؤخرا إن الصين تؤيد بشدة التسوية السلمية، لكنها لا تستبعد استخدام القوة العسكرية إذا "أرغمنا على الاستسلام". أو شيء من هذا القبيل. برغم كل هذا، لم ينقطع الحوار يوما بين بكين وواشنطن. وأعتقد أن هذا النموذج بالضبط الذي ينبغي أن يوجد في العلاقات بين أي دولتين، لا سيما بين روسيا والولايات المتحدة، اللتين تستطيعان من جهة إيجاد مصالح مشتركة والقيام بالكثير من الأمور ذات المنفعة المتبادلة، ومن جهة أخرى، فإنهما ملتزمتان، في حال عدم تطابق المصالح، بعدم تصاعد الأمور إلى الحرب.

حتى عندما تم انتخاب دونالد ترامب أول مرة، شعر عدد من رجال السياسة لدينا بالنشوة، وهو نفس ما يقعون فيه الآن أيضا.

لا يزال لدى الولايات المتحدة نفس الهدف، وهو أن تكون الدولة الأولى في العالم. في عهد جو بايدن، وفي عهد باراك أوباما، وبشكل عام في عهد الديمقراطيين، حاولوا أيضا القيام بذلك، من خلال إخضاع كل شيء وكل أحد لأنفسهم، ودفعوا ثمن ذلك الدعم، تماما كما يدفعون لحلف "الناتو"، وتماما كما دفعوا لليابان وكوريا الجنوبية بإنشاء مواقع متقدمة بمشاركة حلف "الناتو" بمكونات نووية.

الرئيس ترامب شخص براغماتي، وشعاره هو المنطق السليم، وهو ما يعني (كما يرى الجميع الآن) الانتقال إلى طريقة مختلفة للقيام بالأشياء. لكن الهدف لا يزال هو MAGA (جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى).  ولديه الآن قبعة جديدة تحمل شعار أن "كل ما وعد به ترامب فعله". وهذا يعطي طابعا إنسانيا حيا للسياسة، وهو ما يثير شهية العمل معه.

إن فريق ترامب الذي يضم وزير الخارجية روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز هم أشخاص عاقلون تماما بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فهم يتكلمون على أساس أنهم لا يأمروننا، ونحن لا نأمرهم. لقد جلست دولتان جادتان بكل بساطة للحديث عن الأخطاء التي ارتكبتها كل منهما، وما أخطأت به الإدارة السابقة خلال أربع سنوات، حيث دمرت كل قنوات الاتصال دون استثناء، وفرضت عددا من العقوبات، ثم طردت الشركات الأمريكية، ما أدى إلى خسائر بمئات المليارات من الدولارات.

  • سؤال: يبدو أن هذا الأمر مستمر منذ فترة طويلة، إن لم يكن طوال تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية. خلال عملكم في الأمم المتحدة أجريتم حوارات بناءة ووقعتم وثائق مشتركة مع الجانب الأمريكي. وقد انتهكوا هذه الاتفاقات، بما ورد فيها، حرفيا خلال أشهر. وانطبق الأمر نفسه على كوسوفو، وعلى العراق. وقبل أشهر من خطاب وزير الخارجية الأسبق بأول، كان هناك وثيقتكم المشتركة مع الممثل الأمريكي بشأن الحاجة إلى تنظيم حوار، أو ما إلى ذلك. فكيف كان رد فعلكم تجاه مثل هذه الأمور؟

لقد أصبح هذا أمرا شائعا. أنت محق تماما. وتستمر محاولة "خداع" الجميع وإظهار موقفهم بأنه الموقف الصحيح الوحيد.

كان هذا هو الحال حتى في عهد وزير الخارجية الأمريكي كولن بأول. وقد عملنا معه بشكل وثيق أيضا. وأنا على قناعة من أنه لم يكن يعلم تماما ما كان في أنبوب الاختبار (أي نوع من المسحوق الأبيض) الذي كان يرجّه في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث قال حينها إن الرئيس العراقي صدام حسين "يجب التخلص منه". لقد تم إعداد المشهد من قبل وكالة الاستخبارات المركزية.

لا أود أن أكون معاديا لأوروبا. لكن الوضع الراهن يؤكد الفكرة التي عبر عنها عدد من المؤرخين بأنه وعلى مدى الخمسمئة عام الماضية (عندما كان الغرب قد تشكّل إلى حد ما بالشكل الذي وصل إليه في أيامنا هذه، بطبيعة الحال مع بعض التغييرات)، فإن كل مآسي العالم نشأت في أوروبا وحدثت بفضل السياسة الأوروبية. الاستعمار، الحروب الصليبية، حرب القرم، نابليون، الحرب العالمية الأولى، أدولف هتلر. وإذا نظرنا إلى التاريخ، نجد أن الأمريكيين لم يلعبوا أي دور تحريضي أو ناهيك عن دور "إثاري" في ذلك.

والآن، وبعد انتهاء "مدة" بايدن، جاء أشخاص يريدون الاسترشاد بالمنطق السليم، ويقولونها صراحة إنهم يريدون إنهاء جميع الحروب ويريدون السلام. فمن يطالب بـ "استمرار الحفل" في صورة الحرب؟ أوروبا.

تقول رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدركسن إن "السلام الآن أسوأ من الحرب بالنسبة لأوكرانيا"، ويصرح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي اتبع خطى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في محاولة لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه ليس من الضروري إنهاء "هذه القصة" بهذه السرعة، وتباهى في الوقت نفسه بأن بريطانيا ستقدم هذا العام أكبر مساهمة لها في شكل أسلحة لأوكرانيا وأعلن عن "دعمه" لنظام كييف، أي في تناقض مباشر مع ترامب. الرئيس الفرنسي ماكرون يتجول حاملا بعض الأفكار، شأنه في ذلك شأن كير ستارمر، ويقولان إنهم يدربون عدة آلاف من قوات حفظ السلام، سيوفرون لها غطاء جويا، وتلك أيضا وقاحة.

أولا، لم يسألنا أحد. الرئيس دونالد ترامب يفهم كل شيء، وقال إنه من السابق لأوانه القول متى سيتم التوصل إلى تسوية: "يمكنكم مناقشة هذه القضية، ولكن سيكون هناك حاجة لموافقة الأطراف"، فهو يتصرف بشكل صحيح.

أما خطة إدخال "قوات حفظ السلام" إلى أوكرانيا فهي استمرار لـ "تحريض" نظام كييف على الحرب ضدنا. إن تلك "العصبة" هي من "داست" بأقدامها على اتفاقيات مينسك. وقد اعترفت بذلك مؤخرا فقط. ولم يكن لدى أصحاب هذه الخطط من (جيراننا الغربيين) أي نية في تنفيذها، وبعد أن سلموا الأسلحة، أوصلوا إلى السلطة "على حرابهم" أولا بيوتر بوروشينكو ثم فلاديمير زيلينسكي وهم من "حرضوه" على التحول بمقدار 180 درجة، أو على حد تعبير وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "بمقدار 360 درجة".

لقد تحول زيلينسكي بمقدار 180 درجة من رجل جاء إلى السلطة على شعارات السلام، وعلى شعارات "اتركوا اللغة الروسية لشأنها، فهي لغتنا المشركة، وثقافتنا المشتركة" (وكل هذا مثبت وموجود على شبكة الإنترنت)، إلى نازي خالص في ظرف ستة أشهر، أو كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل صحيح، إلى خائن للشعب اليهودي.

وكما أوصلوه إلى السلطة "على الحراب" ودفعوه إلى الأمام، فإنهم الآن يريدون دعمه "بحرابهم" في شكل وحدات حفظ السلام. لكن هذا يعني أن الأسباب الجذرية للأزمة لن تختفي.

عندما نسأل هؤلاء "المفكرين" عما سيحدث افتراضيا للجزء الذي يسيطرون عليه، يجيبون بأن أوكرانيا لن تبقى هناك. سألت أحد "الرفاق": هل سيتم حظر اللغة الروسية هناك؟ لم يقل شيئا. إنهم لا يستطيعون النطق بكلمات الإدانة لما حدث. ولم تتعرض أي لغة أخرى لمثل هذا العدوان. ولكن، تخيل لو أن سويسرا حظرت اللغة الفرنسية أو الألمانية، أو أن أيرلندا حظرت اللغة الإنجليزية. والآن يريد الأيرلنديون هناك أن يقرروا مصيرهم "قليلا". لو حاولوا حظر اللغة الإنجليزية الآن، فإنهم سيهزّون الأمم المتحدة بأكملها بكل "أعمدتها"، مطالبين بإدانة أيرلندا.

أما هنا فالأمر "ممكن". تقولها في وجوههم فلا يجيبون. وهذا بالضبط ما أفعله (بعد ثلاث سنوات قريبا) علنا في اجتماعات الأمم المتحدة وعند لقائي بالصحافة، أطلب المساعدة للحصول على بعض المعلومات على الأقل عن "بوتشا" (المأساة التي استخدمت لفرض العقوبات علينا). تم عرض هذه المشاهد على قناة "بي بي سي" بعد يومين من عدم وجود جندي روسي واحد هناك. هل يمكننا رؤية قائمة بأسماء الأشخاص الذين تم عرض جثثهم على قناة "بي بي سي"؟ حتى أنني سألت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش علنا في هذا الأمر في اجتماع لمجلس الأمن وأكثر من مرة.

وكانت المرة الأخيرة في سبتمبر 2024، حيث كنت في نيويورك لحضور دورة الجمعية العامة. وعقدت مؤتمرا صحفيا أخيرا، وكان كل الصحافيين من جميع أنحاء العالم هناك (كان هناك نحو 70 صحفيا)، وقلت لهم: "أيها الرفاق، أنتم صحافيون، ألا تهتمون مهنيا بمعرفة ما حدث هناك؟".

وقد طلبنا رسميا معلومات من مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (داخل هذا المكتب لديهم "مهمة خاصة بأوكرانيا"، والتي لم يتم إنشاؤها بالإجماع ولم يتشاوروا مع أحد) حول أسماء الأشخاص الذين تم عرضهم هناك وهم متوفون بالفعل. فلم نحصل على أي رد فعل على الإطلاق.

وقد أحرجت الصحافيين أيضا، فقد مر سنتان ونصف على هذه المأساة، وعندما تم عرض هذا البرنامج التلفزيوني عن "بوتشا" على شاشات "بي بي سي" وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. كان ذلك بمثابة "انفجار إخباري" "استمر ثلاثة أيام وانتهى"، وأتساءل "هل جاءت الأوامر بالهدوء بعدها؟".

أعرف نصف الصحافيين هناك جيدا، فقد عملوا هناك لفترة طويلة. ألا يستطيعون مثلا إرسال طلب صحفي إلى الأوكرانيين؟ لا أحد يفعل أي شيء، فقد تم تنفيذ "الأوامر" وهذا كل ما هنالك.

وفي عام 1970 توصلوا إلى استنتاجات واعتمدوا إعلانا مفصلا بشأن كفة مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، لأنها مرتبطة مع بعضها البعض. وفي الجزء المتعلق بسلامة الأراضي وحق الأمم في تقرير المصير، سجل الإجماع على أعلى المستويات بأنه يجب على الجميع احترام سلامة أراضي الدول التي تلتزم بمبدأ حق الأمم في تقرير المصير. ونتيجة لذلك، فإن لديهم حكومة تمثل كل السكان الذين يعيشون في منطقة معينة.

وكما لم يمثل المستعمرون سكان مستعمراتهم في عام 1960 (ولهذا السبب ساد هذا المبدأ)، ففي أوكرانيا أعلنوا على الفور بعد الانقلاب أنهم سوف يلغون وضع اللغة الروسية، وأولئك الذين لم يقبلوا بنتائج الانقلاب أُعلنوا إرهابيين. ومنذ عام 2019، تم تقديم سلسلة من القوانين التي تقضي على اللغة الروسية في جميع المجالات. فكيف يمكننا القول إن هذه "المجموعة الانقلابية" تمثل مصالح سكان دونباس ونوفوروسيا وخاصة أوكرانيا؟

لذلك لا يجوز المساس بميثاق الأمم المتحدة. فهو يصلح أيضا لهذا الزمان، وكل ما يحتاجه فقط هو الاحترام والمتابعة. ولا ينبغي لنا أن نقول إن إعلان كوسوفو استقلالها دون أي استفتاء كان بمثابة حق تقرير المصير، وعندما أجرت شبه جزيرة القرم استفتاء شفافا بمشاركة مئات المراقبين الأوروبيين والبرلمانيين والشخصيات العامة، كان انتهاكا لمبدأ وحدة الأراضي الأوكرانية. إنها المعايير المزدوجة والاستهتار والنفاق، تلك الأشياء التي يتعين علينا التعامل معها.

المصدر: صفحة وزارة الخارجية الروسية

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

التعليقات

ما هي المباراة الأعلى حضورا جماهيريا في الجولة الأولى لبطولة كأس العرب 2025؟.. التفاصيل بالأرقام

ترامب: ظروف التسوية في أوكرانيا بالنسبة لكييف تدهورت بعد لقائي زيلينسكي

الرئيس الفنزويلي: أجريت محادثة ودية مع ترامب مبنية على الاحترام المتبادل

كلمات غامضة على سبورة في منزل المجرم الجنسي جيفري إبستين تثير التكهنات حول ما كان يخطط له (صورة)

بوتين يعلق مازحا على مدة لقائه بويتكوف وكوشنر: استغرق 5 ساعات.. كان طويلا لكنه ضروري