مباشر
أين يمكنك متابعتنا

أقسام مهمة

Stories

39 خبر
  • سوريا بعد الأسد
  • غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية
  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
  • سوريا بعد الأسد

    سوريا بعد الأسد

  • غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية

    غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية

  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

    العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

  • خارج الملعب

    خارج الملعب

  • فيديوهات

    فيديوهات

هل انتهى المحور الشيعي في الشرق الأوسط؟ هل انتصرت تركيا وإسرائيل نهائيا وإلى الأبد؟

أكتب منذ زمن عن أكبر أزمة اقتصادية في تاريخ البشرية، عن الهجرات الكبرى الجديدة للشعوب، عن العصور المظلمة القادمة، ويسأل بعض قرائي الأعزاء: "لقد مرّ عام.. أين تلك العصور المظلمة؟"

هل انتهى المحور الشيعي في الشرق الأوسط؟ هل انتصرت تركيا وإسرائيل نهائيا وإلى الأبد؟
صورة أرشيفية / RT

"وأين الحرب الأهلية الموعودة في الولايات المتحدة الأمريكية، ها هي إسرائيل قد انتصرت، وهذا كل شيء، نهاية القصة، بعكس كافة توقعاتك".

أي أن كل ما يجري حول العالم من فظائع، وأحداث جسام، وتوترات هائلة، وسقوط لدول وحكومات وانقلابات وحروب لا يتم التعامل معه بوصفه ما توقعته من ظواهر.

إن عمر الإنسان أو الفراشة يتساويان مقارنة بالزمن الذي تستغرقه العمليات التاريخية، بمعنى أن الفراشة أو الإنسان يعجزان على حد سواء عن ملاحظة بداية ونهاية انهيار إمبراطورية عالمية أو متابعة هجرة كبيرة لشعوب استغرقت عدة قرون في حياتهما القصيرة. إلا أنه، وللحق، زادت السرعة في العالم الحديث، وأصبح لدى الأجيال الحالية فرصة جيدة للانتقال والعودة من عصر الرحلات الفضائية والإنترنت إلى عصر الأدوات الحجرية والأقواس والسهام نتيجة لحرب نووية مثلا.

 وأريد أن ألفت عناية القراء الأعزاء إلى حقيقة بسيطة، هي أن ثلثي دول العالم لديها ميزان تجاري خارجي سلبي، أي أنها تستهلك أكثر مما تنتج على أراضيها. ونفس العدد تقريبا لديه رصيد حساب جاري سلبي، أي أنهم لا يستهلكون أكثر مما ينتجون فحسب، بل ويفعلون ذلك بالاستدانة. فضلا عن ذلك، فإن كل دولة في العالم تقريبا تعاني من عجز في الميزانية وديون ضخمة إلى الحد الذي يجعل من غير الممكن سدادها.

الأزمة ليست أكثر من مجرد عودة إلى التوازن القابل للاستدامة.

وخلال الأزمة العالمية الراهنة، سيكون هناك انهيار لهرم الديون العالمية، وانهيار للدولار (وربما معظم العملات في العالم)، وانهيار للعولمة، أي التوجه نحو الأقلمة، بمعنى أن تستهلك الدول ما تنتجه على أراضيها وأراضي الدول المجاورة والقريبة، التي يفصلها عنها مسافات قصيرة جدا.

والاعتراضات القائلة إن هذا لم يحدث في حياتنا، بالتالي لن يحدث، ليست أكثر من كلام فراشات. فهذه الأزمة جارية بالفعل، وستصل ذروتها خلال السنوات المقبلة.

وسيتم وضع ما لا يقل عن ثلثي دول العالم في موقف يصبح فيه جزء من السكان زائدين عن الحاجة، لن يكون هناك طعام ولا ماء ولا طاقة لهم. وسيضطر هؤلاء إما إلى الموت جوعا، أو ستتم إبادتهم خلال حروب أهلية أو غيرها من الصراعات، أو هجرتهم إلى حيث لا أحد ينتظرهم. ولن تتمكن الحكومات من دفع فواتير الجيش أو السكان، ما سيؤدي بالتبعية إلى سقوط الحكومات.

أقول ثلثي دول العالم! بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والهند والمكسيك والبرازيل واليابان وفرنسا وتركيا ومعظم الدول العربية وغيرها.

بطبيعة الحال، سيؤدي مثل هذا الوضع في معظم الحالات إلى اضطرابات سياسية، وانهيار اقتصادي، وربما الفوضى، ما سيؤثر على الجيران والشركاء التجاريين، ويكسر عددا من سلاسل الإنتاج ويمكن أن يؤدي إلى سقوط حتى تلك البلدان التي أصبحت الآن مكتفية ذاتيا ولديها ميزان تجاري إيجابي.

في الوقت نفسه، وقد وصفت النتيجة النهائية، ولكن على الأرجح لن يحدث ذلك دفعة واحدة، فالعالم سوف يقترب منه ببطء وبتدريج نسبي، وسوف تسقط البلدان واحدة تلو الأخرى، حيث ستسقط في البداية البلدان الأضعف والأكثر هشاشة.

إن إسرائيل وتركيا ليست مكتفية ذاتيا كأنظمة، لذا لن تتمكن في شكلها الحالي من النجاة من الكارثة القادمة. على أقل تقدير، تحتاج الدولتان إلى الموارد، وهو ما يحدد جزئيا توسعها، فضلا عن المنافسة فيما بينها. ولدى الدولتين هدف واحد، ويتزامنان على الأقل في أحد اتجاهات التوسع: ثروات الطاقة في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط. وطرد الفلسطينيين وتحييد "حزب الله" (أو ربما احتلال جزء من لبنان)، وتدمير إيران وتقطيع أوصالها، كل تلك ليست سوى الأهداف الأولى والشرط الضروري لمزيد من التوسع الإسرائيلي في المنطقة. والهدف النهائي هو الموارد الطبيعية للعراق ودول مجلس التعاون وإيران، ونفس الشيء بالنسبة لتركيا.

إضافة إلى ذلك، فإن الأمور بالنسبة لإسرائيل أسوأ من ذلك، حيث تواجه الدولة العبرية مشكلة غير قابلة للحل، وهي الحجم المجهري للاقتصاد والسكان، الذي يستبعد الاكتفاء الذاتي، وكذلك التناقض غير القابل للحل، وهو طبيعة الدولة العنصرية المعادية للآخرين Xenophobic، والتي تستبعد التعايش السلمي مع الجيران وإنشاء إمبراطورية كبيرة قابلة للحياة. والاتفاقات الإبراهيمية ليست سوى محاولة لحل هذه المشكلة من خلال خلق كتلة اقتصادية بقيادة إسرائيل، لكنها في رأيي طوباوية ولن يتم تنفيذها أو لن تدوم طويلا على أقل تقدير.

بالنسبة لي، تبدو الولايات المتحدة وإسرائيل أشبه بالرجل الذي ينشر الغصن الذي يجلس عليه. أي أنهما فيما يتعلق بسوريا وإيران، يحددان أهدافا تساهم في تدمير النظام العالمي ككل، وبدون هذا النظام العالمي لا يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل البقاء. فإسرائيل غير قابلة للحياة بضعفين وثلاثة، لأن جيشها غير قادر على ضمان عمل الاقتصاد في حالة وجود حصار خارجي، أو في حالة انهيار العملات العالمية، والتضخم المفرط العالمي وتوقف أو على الأقل انخفاض كارثي في التجارة العالمية لبعض الوقت.

أعتقد أن أهداف قهر أو إخضاع الجيران وتحقيق الاكتفاء الذاتي لإسرائيل هي أهداف غير واقعية. فإسرائيل هي كيان مصطنع، وتجربة فاشلة تتطلب جهودا خارجية مستمرة وتدفقا للموارد من خارج النظام لضمان وجودها. أعتقد أن إسرائيل سوف تختفي مع العصر الأمريكي، النظام العالمي المتمحور حول الولايات المتحدة الأمريكية.

وهذا بالطبع لن يحدث غدا أو بعد غد، وهذا لا يعني كذلك، بأي حال من الأحوال، أن إيران لا يمكن أن تنهار هي الأخرى حتى قبل انهيار إسرائيل، كما يحدث الآن مع سوريا. وربما سيحدث ذلك نتيجة للعدوان الأمريكي والإسرائيلي.

كما أن السياسيين يتمتعون بوعي، إن لم يكن وعي فراشة، فهو وعي فأر يعيش 4-5 سنوات هي فترة الدورة الانتخابية، بالتالي فهم غير قادرين على التصرف بمنطق العمليات التاريخية، وعادة ما يتبعون تكتيكا قصير المدى. ولكن، وكما قال الاستراتيجي الصيني صن تزو فإن "التكتيكات بدون استراتيجية هي صخب قبل الهزيمة". والإجراءات التكتيكية التي تقوم بها إسرائيل في هذه المرحلة ناجحة للغاية، إلا أنها لا تجعل التوقعات على المدى الطويل أقل قتامة.

لدى تركيا فرصة أفضل بكثير، فالأتراك شعب تاريخي وقد أثبتوا قدرتهم على بناء إمبراطورية. ومع ذلك، لم تكن تركيا محظوظة منذ ولادتها، فهي تقف حائلا ما بين روسيا والمياه الدافئة، بالتالي فمن المحتمل أن تكون روسيا، الأكثر تمتعا بالموارد، هي الدولة الأكثر قدرة على الحياة والاستدامة في العالم، بينما تتفوق على تركيا في جميع أنواع الإمكانات. وقد رأينا شواهد ذلك بالفعل في التاريخ، حيث لم تقاتل روسيا أحدا أكثر من الأتراك، ونتيجة لذلك، كان إسهام روسيا في تدمير الإمبراطورية العثمانية حاسما. والآن ربما قد تتكرر الدورة، إذا أصبحت تركيا عقبة خطيرة للغاية أمام تطور روسيا، والوضع في سوريا هو خطوة في هذا الاتجاه على وجه التحديد.

في الوقت نفسه، فإن مواهب الرئيس أردوغان، وقدرة الأتراك على بناء إمبراطورية هي تفسير لعدم انهيار تركيا حتى الآن تحت وطأة المشكلات الاقتصادية أكثر منها ضمانة لمستقبل عظيم. كما أن موقف تركيا متزعزع، وقد يتدهور نحو مسار سلبي في أي لحظة، لا سيما في حال حدوث صدام مع روسيا.

بالطبع، لا يمكنني إرضاء أولئك الذين يتوقعون تغييرا في الوضع بسوريا، وفي المواجهة العربية الإسرائيلية في الأشهر المقبلة أو على الأقل خلال السنوات المقبلة. كما أن الانهيار الاقتصادي المحتمل لإسرائيل لا يعني أن جيرانها العرب سيكونون في وضع أفضل.

كل ما أستطيع قوله إن كل ما نراه الآن، بما في ذلك الأحداث في سوريا، هو نتيجة مؤقتة ووسيطة. في غضون عام، قد يتغير كل شيء إلى عكسه، وفي خمس سنوات على الأرجح، سيتغير كل شيء على نحو قد تبدو فيه توقعاتي معتدلة ومحافظة للغاية.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تلغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

التعليقات

هل هناك تواصل مباشر بين طهران وإدارة العمليات العسكرية في سوريا؟ سفير إيران يوضح

"منصة القاهرة" للمعارضة السورية تعلن موقفها من حكومة البشير

الجيش الإسرائيلي يرسل تعزيزات إلى القنيطرة السورية ويرفع أعلام إسرائيلية في بلدة خضر.. فيديو

تطورات محور كورسك: الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة وإجمالي خسائر أوكرانيا يفوق 40 ألف جندي