صربيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي لا تحذو حذو الغرب ولا توافق على فرض عقوبات على روسيا. بل بلغراد منفتحة على التعاون مع موسكو، كما يتضح من تعميق العلاقات بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
خلال المائدة المستديرة المعنونة بـ "البلقان: الوضع الجيوسياسي وعامل بريكس" التي أقيمت أمس الاثنين، قدم خبراء البلقان تقريرا بعنوان "الصدى البعيد للعام 1999"، حول قصف الناتو ليوغوسلافيا في ذلك العام.
وقد أشارت مديرة مركز دراسات البحر الأبيض المتوسط في المدرسة العليا للاقتصاد، ورئيسة قسم دراسات البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، بمعهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ايكاترينا إنتينا، إلى دراسة اجتماعية انتهت إلى أن أكثر من 70% من سكان صربيا لم ينسوا قصف الناتو، ولم يغفروه. بل ويعتقدون بأن الولايات المتحدة تتملص من مسؤولية ما حدث في العام 1999.
والأمر الجدير بالملاحظة هو أن الجيل الأصغر من الصرب أيضًا لا ينسى تلك الأحداث، ولا يستطيع الثقة بالغرب لهذا السبب بالتحديد.
وإلى ذلك، أضاف كبير الباحثين في قسم تاريخ أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية بمعهد الدراسات السلافية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، نيكيتا بونداريف، أن سبب محبة روسيا في صربيا وعدم الثقة في الغرب يكمن في حقيقة أن ما يسمى بـ "جيل الصدمة" يصل الآن إلى السلطة، والذي كان في العام 1999 بعمر حوالي 10 سنوات.
ووفقاً لبونداريف، أصبحت روسيا الآن "عاملًا عالميًا" في حياة صربيا السياسية، فـ "لقد حرثت عمليات القصف سنة 1999 العقلية الصربية والوعي الصربي بعمق. في تلك اللحظة، كان هناك في الواقع خيبة أمل وانعدام ثقة بالغرب".