وقبل صدور الكتاب، المزمع خلال أيام في 15 أكتوبر الجاري، تسببت تسريبات لبعض فقراته في قنابل سياسية انفجرت في وجه الجميع، فالتقطت نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس طرف رواية وودوارد بشأن "سبع مكالمات بين ترامب وبوتين" عقب مغادرة الرئيس الأمريكي مكتبه منذ أربع سنوات، لتكيل الاتهامات إلى غريمها المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، بأنه كان على اتصال بـ "الديكتاتوريين والمستبدين، الذين يمكن وصفهم بشكل أفضل بكلمة واحدة: القتلة"، وهو ما رد عليه بيسكوف بقوله إنه من المؤسف استخدام الإدارة الأمريكية لهذه اللغة المهينة في التعامل، إلا أنها أصبحت "جزءا لا يتجزأ من الثقافة السياسية الأمريكية".
إلا أن الكرملين نفى، على لسان بيسكوف، مزاعم الـ "7 مكالمات هاتفية" بين بوتين وترامب بعد يناير 2021، وقال إن هذا الأمر "عار عن الصحة"، كذلك نفى المكالمات مدير اتصالات حملة ترامب ستيفن تشو، وقال المستشار السابق لترامب جيسون ميلر إنه "لم يسمع بأي حديث بين بوتين وترامب"، وعارض تلك الادعاءات. أما مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز، فقد رفضت توضيح ما إذا كانت هذه المكالمات تمت أم لا.
كذلك كشف وودوارد عن "تقييمات" للرئيس الأمريكي لقادة دول مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باستخدام ألفاظ نابية وخادشة للحياء.
ويزعم كتاب "الحرب" أن الولايات المتحدة حصلت على الفترة السابقة للعملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا على معلومات استخباراتية، كشفت بشكل قاطع عن خطط بوتين "لغزو أوكرانيا بـ 175 ألف جندي"، استنادا لما أسماه الكتاب "مصدر بشري داخل الكرملين".
وفي ديسمبر 2021، يتطرق الكتاب إلى اتصال عبر الفيديو بين بوتين وبايدن "لوّح" فيه الأخير "بخطر الحرب النووية" على حد تعبير الكتاب. ووفقا للكاتب فقد قدرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا، خريف عام 2022، بـ 50%.
وحينها، يتابع الكاتب، أصدر بايدن تعليماته لمستشار الأمن القومي جيك سوليفان بالاتصال بروسيا عبر كافة القنوات، ثم يسرد الكاتب تفاصيل محادثة هاتفية، أكتوبر 2022، بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الدفاع الروسي آنذاك سيرغي شويغو، حيث يصف الكتاب هذه اللحظة بأنها "الأكثر إثارة للصدمة في الحرب بأكملها".
يكشف وودوارد في كتابه عن التعقيد والتشابك غير المسبوق في المشهد السياسي الدولي الراهن، والعواقب المترتبة على الدبلوماسية الخلفية في زمن الحرب، واتخاذ القرارات لردع استخدام الأسلحة النووية، ومحاولات تجنب الانزلاق المتسارع نحو الحرب العالمية الثالثة.
ووفقا لرواية وودوارد في كتاب "الحرب"، فإن من أخبره بهذه المعلومات كان مساعد لترامب، لم يذكر اسمه، قال إن ترامب طلب منه الخروج ذات مرة في منتجع ترامب مار إي لاغو في فلوريدا، حتى يتمكن من إجراء مكالمة مع بوتين، وهو ذات المساعد الذي أخبره أن ترامب "ربما يكون قد تحدث مع بوتين ما يصل إلى سبع مرات".
إلا أن وودوارد عاد وأشار إلى أنه لم يتمكن من التحقق من رواية المساعد من مصادر أخرى!
وبين اتهامات بالعمالة لترامب، وتهديدات بانتهاك قانون لوغان الذي يجعل من غير القانوني للمواطنين الأمريكيين التفاوض مع الحكومات الأجنبية المتنازعة مع الولايات المتحدة دون موافقة مسبقة (بالنظر إلى حديث المواطن دونالد ترامب مع الرئيس الروسي)، وبين نفي ترامب والكرملين وعدم تأكيد وودوارد لمصادره، فإن الكتاب، الذي سيصدر في 15 أكتوبر المقبل ربما سيحمل معه أسئلة أكثر من الأجوبة، سيتعين الإجابة عليها في 5 نوفمبر موعد الانتخابات الرئاسة الأمريكية.
المصدر: RT