قاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن انتقادات واسعة النطاق لوزير الأمن القومي إيتامار بن غفير يوم الثلاثاء لإعلانه أن الصلاة اليهودية مسموح بها فوق جبل الهيكل، وانتقد إعلان الزعيم السياسي اليميني المتطرف وزيارته للموقع المشتعل باعتباره استفزازا من شأنه أن يشعل المنطقة.
وقد أثارت تحركات بن غفير، التي تنتهك الوضع الراهن الذي يحكم الموقع المقدس الحساس، إدانة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وفرنسا والأردن ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية وغيرها.
وقال بلينكن في بيان في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إن زيارة بن غفير "أظهرت تجاهلا صارخا للوضع الراهن التاريخي فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس".
وأضاف أن "هذه الأعمال الاستفزازية لا تؤدي إلا إلى تفاقم التوترات في لحظة محورية يجب التركيز فيها على الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وخلق الظروف لاستقرار إقليمي"، مشيرا إلى دعم واشنطن لترتيب الوضع الراهن، والذي بموجبه يجوز لليهود الزيارة، ولكن ليس الصلاة فوق الحرم.
وجاءت إدانة بلينكن بعد أن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إن تحركات بن غفير تضر بالأمن الإسرائيلي وسط توترات عالية بالفعل في المنطقة.
وقال باتيل في إفادة صحفية "إننا نولي اهتماما كبيرا للأفعال والأنشطة التي تنتقص من أمن إسرائيل، وتساهم في انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة. ومن المؤكد أن هذه هي الأفعال التي رأيناها اليوم والتي شارك فيها السيد بن غفير".
وأشار باتيل إلى أن "مكتب رئيس الوزراء أوضح أن أحداث هذا الصباح تشكل انحرافا عن السياسة الإسرائيلية وانحرافا عن الوضع الراهن".
كان بن غفير، الذي يرأس حزب أوتزما يهوديت القومي المتطرف، يدافع منذ فترة طويلة عن فرض سيطرة إسرائيلية أكبر على الحرم الشريف ورفع القيود المفروضة على صلاة اليهود هناك. وفي يوم الثلاثاء، وسط صيام اليهود في التاسع من أغسطس، الذي يحيي ذكرى تدمير المعابد اليهودية، زار الوزير الموقع برفقة مجموعة كبيرة من الرجال الذين صلوا وسجدوا علانية في الموقع، وشارك بن غفير مقطع فيديو يعلن فيه أن "سياستنا هي السماح بالصلاة".
أدان الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء ما أسماه "استفزازات" بن غفير في الموقع. وكتب رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على موقع X: "يدين الاتحاد الأوروبي بشدة استفزازات الوزير الإسرائيلي بن غفير الذي دعا خلال زيارته للأماكن المقدسة إلى انتهاك الوضع الراهن". وانضمت الأمم المتحدة إلى الإدانات، ووصفت زيارة الوزير وتعليقاته بأنها "استفزازية بشكل غير مبرر".
وفي الوقت نفسه، حثت وزارة الخارجية الفرنسية إسرائيل على احترام الوضع الراهن في الموقع، مضيفة أن "هذا الاستفزاز الجديد غير مقبول".
وأدانت قطر "بأشد العبارات" الزيارة إلى الحرم القدسي، ووصفتها بأنها "استفزاز وانتهاك صارخ للقانون الدولي" قد يؤثر سلبا على الجهود الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
كما انتقدت وزارة الخارجية السعودية "التوغلات الصارخة والمتكررة" من قبل المسؤولين والمواطنين الإسرائيليين للموقع، في حين حثت الأردن المجتمع الدولي على "إدانة الزيارة بشدة" وطالبت مصر القوى العالمية "بمواجهة هذه الانتهاكات التي تثير المشاعر وتعيق الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة".
وفي الوقت نفسه، قالت مصادر أمنية لم تكشف عن هويتها لقناة 12 الإخبارية إنهم لاحظوا ارتفاعا في التهديدات الإرهابية منذ زيارة بن غفير للحرم القدسي، واتهموا الوزير باللعب بالنار والمخاطرة بجر العرب الإسرائيليين إلى الصراع المستمر. وعلى نحو مماثل، نقلت صحيفة هآرتس عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنها تخشى أن يؤدي تعامل إسرائيل مع القضية إلى تعميق الشعور بين العرب الإسرائيليين بأن وضع الأقصى في خطر بالفعل، ودفعهم إلى الانخراط في اضطرابات عامة.
إن الوضع الراهن الغامض الذي يحكم الحرم القدسي، وهو أقدس المواقع لدى اليهود وثالث أقدس المواقع لدى المسلمين، يسمح للمسلمين بالصلاة والدخول إليه مع قيود قليلة، في حين لا يُسمح لغير المسلمين، بما في ذلك اليهود، بالزيارة إلا خلال فترات زمنية محدودة عبر بوابة واحدة. ولا يُسمح لليهود المتدينين بالسير إلا على طريق محدد مسبقا، برفقة الشرطة عن كثب.
المصدر: تايمز أوف إسرائيل