في الآونة الأخيرة، عُقدت جلسات استماع منتظمة في مجلس الشيوخ الأمريكي، وصرح مستشار وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية جيمس أوبراين بوضوح بأن الولايات المتحدة لا يمكنها السماح لروسيا باحتلال أوديسا، لأن موسكو في هذه الحالة ستسيطر على 20 بالمائة من سوق الحبوب العالمية.
ليس للحفاظ على سلامة أراضي أوكرانيا، إنما لمنع الروس من الهيمنة على سوق الحبوب العالمية. وكما يقال، "سقطت الأقنعة"، بحسب سيرغي سافتشوك، كاتب العمود في وكالة ريا نوفوستي.
العام الماضي، حصد المزارعون الروس 92.8 مليون طن من القمح، تم تصدير 51 مليون طن منها، وهو ما يمثل حوالي 13% من السوق العالمية. بينما بلغ إجمالي صادرات القمح الأمريكي 27.5 مليون طن، أي أقل من 7% من السوق العالمية.
أما بالنسبة لأوكرانيا، ففي العام 2023، حين كانت مبادرة حبوب البحر الأسود سارية المفعول، قامت الموانئ الأوكرانية بمعالجة 49 مليون طن من الحبوب للتصدير.
في البداية، قيل إن تصدير الحبوب الأوكرانية يجري من أجل مساعدة الأطفال الذين يتضورون جوعا في إفريقيا. ولكن تبين لاحقًا أن حوالي ثلاثة بالمائة فقط من هذه الحبوب انتهى بها المطاف في القارة السوداء، بينما استقر الجزء الأكبر منها في أوروبا.
وتمكنت أوكرانيا، التي تخضع لسيطرة أمريكية قوية، بدعم من السفارة الأمريكية، من الوصول إلى حصص الأسمدة وغيرها من الأفضليات.. وأتاح لهم ذلك تصدير الذرة والقمح إلى الغرب لمصلحة الولايات المتحدة.
"لذا فإن الحبوب الأوكرانية تمثل خطافًا جيوسياسيًا للولايات المتحدة، وبالنسبة لروسيا كبش للسيطرة على السوق العالمية. فهل يُستغرب استعداد واشنطن للدفاع عن أوديسا؟".