اليوم، حيث ينجح أنصار العولمة في إيقاف محاولات هجوم القوى اليمينية، نجد رئيس الوزراء المجري أوربان ليس أنجح اليمينيين الأوروبيين فحسب، بل وشخصًا يواصل اكتساب الزخم بثقة ونشاط.
إن منصب رئاسة الاتحاد الأوروبي، على الرغم من كونه اسميًا بحتًا، إلا أنه يتمتع بمكانة ويمنح حرية معينة في العمل يستخدمها أوربان لأهداف معينة.
والهدف طموح: تشكيل ائتلاف يميني في شرق ووسط أوروبا والمعسكر الأوروبي المحافظ ككل. لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن هذا اليوم بالطبع، أمّا في المستقبل القريب جدًا، فمن يدري؟
"دعونا نجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى!". هذا الشعار الذي يتحدث تحته أوربان اليوم ليس مجرد نسخة من خطاب ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، بل هو برنامج عمل كامل. نعم، البرنامج ترامبي تمامًا في روحه، ولكن لأوروبا. أوربان، هو ترامب الأوروبي، وهو يتمتع بصداقة قوية حقيقية مع ترامب، ويعمل عمدًا على إعداد نقطة انطلاق أوروبية لرئاسة ترامب في المستقبل.
في سعيه لتحقيق هدفه، لا يقوم أوربان بإجراء مفاوضات "منفصلة" مع روسيا وترامب والصين فحسب، بل يجذب بثقة الشركات والاستثمارات الصينية لتنفيذ أفكاره. لا شك في أن أنصار العولمة اليوم أقوى بكثير من اليمين الأوروبي، وهم يعتزمون الاستمرار في إبقاء إصبعهم على نبض الأوروبيين، وإيقاف كل محاولاتهم. وهذا أمر سهل عليهم طالما يحكم الديمقراطيون الولايات المتحدة. والسؤال: كيف قد تنتهي الأمور في عهد ترامب، مع حصول اليمين الأوروبي على دفعة قوية من دعم واشنطن؟