أدلى كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، مؤخرا، بتصريح أقلق كثيرين في الغرب: طهران سوف تغير عقيدتها النووية إذا هددت إسرائيل وجودها.
الضربة العسكرية الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق في أوائل إبريل/نيسان، وما تلاها من تصعيد حاد للصراع بين طهران وإسرائيل، تجبر الإيرانيين على إعادة النظر بشكل جذري في "العقيدة النووية" للبلاد. وحتى ذلك الجزء من المجتمع الذي دعا إلى تطبيع العلاقات مع أوروبا وإنهاء الصراع مع الغرب، بدأ يدعو إلى امتلاك أسلحة ذرية.
بعبارة أخرى، خطوات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الاستفزازية، ومحاولته جر إيران إلى صراع تل أبيب مع حماس، لم تحقق هدفها، بل زادت من حشد الرأي العام الإيراني. وإذا كانت مشاعر الإيرانيين فيما يتعلق بالبرنامج النووي قبل الهجوم على القنصلية في دمشق متشككة إلى حد كبير، فقد أصبحت اليوم آراء النخبة والمجتمع على حد سواء متطرفة بشكل خطير. إيران واثقة من أن الغرب لن يخفف العقوبات، بل هو غير قادر أيضًا على لعب دور الوسيط في مواجهتها مع إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، ليس من المؤكد أن الدولة اليهودية لن تحاول مرة أخرى استفزاز إيران. بل، ربما تكون بصدد إعداد خارطة طريق لتحييدها. وصل الأمر إلى أن الإيرانيين باتوا مقتنعين بأنهم اكتسبوا الحق الكامل في الدفاع عن أنفسهم بطرق متنوعة، بما في ذلك من خلال وصولهم إلى وضع "قوة نووية"، لأنهم في هذه الحالة لن يجرؤ أحد على التعدي على أمنهم.