لقد غامرت مؤخرًا بالعودة إلى مسقط رأسي الأسترالي لحضور مناسبة عائلية، على الرغم من أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أفادت عن ارتفاع في الحوادث المعادية للسامية. لقد فوجئت بازدياد جرائم الكراهية هذه ومرتكبيها المتعددين: المهاجرون العرب، وحزب الخضر اليساري، والمشهد الفني اليساري، واليمينيون؛ جناح النازيين الجدد. ولكن ما أثار دهشتي حقا هو الطريقة التي تحدث بها معظم أصدقائي وعائلتي عن هذه الحوادث؛ فمنذ متى واليهود الأستراليون يتحدثون همساً؟
أستراليا هي عالم متغير من الملاذ الآمن متعدد الثقافات الذي نشأت فيه. وفيما يلي مجموعة مختصرة من الأحداث المعادية للسامية التي وقعت في سيدني وملبورن منذ مذابح حماس في 7 أكتوبر:
ترخيص للكراهية: شوهدت سيارات في ولاية نيو ساوث ويلز تحمل لوحات ترخيص تحمل ألقاب معادية للسامية، مثل "OCT7TH" في إشارة لأحداث 7 أكتوبر، وغيرها من اللوحات المعادية. وليس من الواضح كيف اجتازت هذه اللوحات المخصصة المليئة بالكراهية متطلبات التسجيل لدى وزارة النقل في نيو ساوث ويلز بعد ستة أسابيع فقط من مذبحة حماس. وبعد أن اشتكت الجماعات اليهودية من التحريض، لا تزال هذه السيارات تسير بحرية على طرقات سيدني، بفضل بطء عجلات البيروقراطية.
تنمر النشطاء الجامعيين المؤيدين لحماس دون ضبط للنفس. ففي يوم إعلامي بجامعة سيدني للطلاب وأولياء الأمور في ديسمبر 2023، قاطع اثنان من المناهضين لإسرائيل المذيع لدفع قضيتهم، وتخويف الطلاب اليهود. ولم يتفوه المسؤولون الجالسون على المنصة بكلمة واحدة. وعندما تجرأت صديقتي لاتهام النشطاء بعرقلة الحدث وعدم الاحترام اقترب منها أحد موظفي الجامعة قائلاً: "على الرغم من وجود الأمن، لا يوجد شيء يمكننا القيام به سوى عدم المشاركة". هذا الرد الوديع يطرح أسئلة كثيرة: ألا يستطيع أعضاء هيئة التدريس في الجامعة التمييز بين الصواب والخطأ بعد الآن؟ هل تم إرغامهم على قبول خطاب الكراهية والتحريض باعتبارهما القاعدة؟
رفض تأجير قلعة قفز لمدرسة يهودية: (قلعة القفز هي قلعة مطاطية قابلة للنفخ للقفز عليها على مبدأ الترامبولين) رفضت إحدى الشركات في سيدني تأجير قلعة قفز لمدرسة مسعدة اليهودية وجامعتي الأم. وكان رد المالك على إنستغرام صادما حيث قال: من المستحيل أن أقوم بتأجير قلعة قفز لصهيوني، ولا أريد أموال الدم الخاصة بك. فلسطين حرة.
المضايقات ومحاصرة الثقافة اليهودية: تم إلغاء كتاب لكاتب يهودي قبل إطلاقه في نقابة الكتاب في ملبورن بحجة أن هناك ما يكفي من الأصوات اليهودية. وتعرض الفنانون اليهود الأستراليون لضغوط، لإدانة إسرائيل بسبب جرائم الحرب في غزة، أو طردهم من المشهد الفني المحلي ليجدوا أنفسهم بدون عمل. وتمتد مقاطعة الفنانين اليهود أيضًا إلى الشركات. وتتغذى هذه الحركة من خلال جمع المعلومات الشخصية، حيث يكشف المتنمرون عن معلومات تعريفية عبر الإنترنت. وبمجرد الكشف عن التفاصيل الشخصية، يصبح هؤلاء الفنانون أهدافًا للتهديدات بالقتل.
مضايقة السياسيين ورجال الأعمال: تعرض عضو البرلمان اليهودي جوش بيرنز أيضًا لهجمات متكررة وتم رسم رسوم على مكتبه، وتم التشهير بمجموعة من المحامين اليهود لصالح إسرائيل، واضطرت بعض الشركات حرفيًا إلى إغلاق متاجرها بسبب الانخفاض الحاد في المبيعات.
ونتيجة لهذه المضايقات، انتقلت بعض العائلات من الأحياء اليهودية في ملبورن. تلقى زوجان يهوديان، لم يعلقا علنًا على الحرب، صورة لطفلهما البالغ من العمر 5 سنوات مع ملاحظة تقول: "نحن نعرف أين تعيش".
وقال أليكس ريفشين، الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي ليهود أستراليا، إن القائمة تذكرنا بتلك التي أنشأها النازيون أثناء سعيهم لقتل يهود أوروبا. وقال ريفشين: هناك صدمة كبيرة وعدم تصديق أن الناس يقومون مرة أخرى بوضع قوائم لليهود. لقد أخبرني العديد من أفراد المجتمع أنهم يشعرون بالارتياح لأن آباءهم أو أجدادهم الذين نجوا من المحرقة ليسوا على قيد الحياة ليروا ذلك.
المصدر: تايمز أوف إسرائيل