فرضت وزارة التجارة الصينية، تحت شعار استراتيجية الخنق، قيودا على تصدير منتجات الغاليوم والجرمانيوم اعتبارا من 1أغسطس. ويعتبر هذان المنتجان من المعادن المشتتة ذات التركيز الناقص في قشرة الأرض. ولكنهما مهمان للغاية في قطاعات الدفاع والتكنولوجيا الفائقة وبصريات الأشعة تحت الحمراء واتصالات الألياف الضوئية والخلايا الشمسية وأشباه الموصلات. ومما يفاقم الذعر العالمي هيمنة الصين على سلاسل التوريد؛ حيث صنعت 90٪ من منتجات الغاليوم و 68٪ من المنتجات المرتبطة بالجرمانيوم.
ويبدو أن الصين تحوّل هذين المعدنين لسلاح استراتيجي مع منافستها التكنولوجية؛ الولايات المتحدة. وتستفيد من هيمنتها على هذين الموردين الهامين لأن الانقطاع المحتمل في توريد هذه المعادن يمكن أن يعيق الولايات المتحدة وتقدم حلفائها في التصنيع المرتبط بالدفاع والتكنولوجيا الفائقة. وفي الواقع تلعب الولايات المتحدة دورا رائدا في تصميم أشباه الموصلات اللازمة للسوق الصينية، وبسبب العقوبات أحادية الجانب التي فرضتها على الصين ستكون الصين مجبرة للبحث عن موردين بدائل لاستيراد أشباه الموصلات. وهؤلاء الموردين هم حلفاء أمريكا، مما سيؤدي لخسارة الولايات المتحدة للسوق للصينية ويجعل محاولاتها لاحتواء الصين غير فعالة.
ويخلص الكاتب للقول بأن الصين لن تتأثر سلبا من سياستها لأن خسارتها لا تتجاوز 100 مليون دولار وهو رقم غير مهم مقارنة بنفقات الصين على أشباه الموصلات. ويمكن للصين أن تخزن الفائض من هذه المعادن دون خسائر. أما الولايات المتحدة فمن الصعب عليها تصنيع هذه المعادن محليا بسبب آثارها الضارة على البيئة من جهة وتكلفة إنتاجها المرتفعة. لذا فإن سياسة الصين الجديدة ستؤثر حكما على صنع القرار في التجارة الدولية وعلى المنافسة التكنولوجية في العالم.
المصدر: ناشيونال إنترست