وجاء في اللقاء مع أستاذ الفلسفة، والمؤرخ البريطاني باتريك والش:
ضخ الأسلحة غير المسبوق إلى أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة وأوروبا لا يأتي بنتائج، والعقوبات الاقتصادية ضد روسيا تنقلب ضد أولئك الذين فرضوها. في ظل هذه الظروف، بدأ المحللون الغربيون يعترفون بأن الأحداث لا تتطور وفق خطة بروكسل وواشنطن.
باتريك والش:
في الواقع، بسبب العقوبات تأتي أموال إلى روسيا أكثر مما كانت تجنيه حين كانت تزود أوروبا بكميات أكبر من موارد الطاقة.
يعتمد الاتحاد الأوروبي على روسيا، بما يزيد عن 40٪ في إمدادات الغاز الطبيعي. لقد أصبح من الواضح أن تضحية أوروبا ستكون أكبر حتى من أي ضرر يلحق بالهدف المفترض للعقوبات الغربية، أي روسيا.
في الجوهر، طلبت الولايات المتحدة من أوروبا أن تنتحر اقتصاديا، بالتسبب بكساد، وارتفاع الأسعار على المستهلكين، وخفض مستوى معيشة شعبها. وامتثلت معظم الحكومات الأوروبية لأمر واشنطن بالتضحية.
يرتفع معدل التضخم إلى مستويات لم تعرفها أوروبا (والولايات المتحدة) منذ عقود، ويتراوح حاليا بين 7 و 9٪.
من الواضح أن روسيا تعاني من صعوبات اقتصادية، لكنها تعمل على التغلب على العاصفة بشكل أكثر فاعلية، من خلال الاستعداد لها، بوحدة ومرونة تاريخية لا تمتلكها المجتمعات الغربية.
في الواقع، دفعت العقوبات موسكو إلى مراجعة علاقاتها الاقتصادية، ما سينوع قاعدة عملائها ويضمن قدرا أكبر من الاستقرار في المستقبل. ستصبح روسيا أكثر اعتمادا على نفسها وتستمر في تطوير العلاقات مع الصين، ودمج جوهر أوراسيا، وتتعلم العيش من دون الغرب. وهذه أشياء مناقضة لما تريده واشنطن.