يبدو الأمر من ناحية أن الأزمة نظامية، حيث توقفت مؤسسات الإدارة الاجتماعية السابقة عن العمل.
فقد تحولت جائزة نوبل للسلام إلى جائزة لأبشع جرائم الحرب، التي منحت للرئيس أوباما الذي دمّر ليبيا وسوريا، ورئيس إثيوبيا، الذي شنّ حربا أهلية ويستفز حربا مع مصر، و"الخوذ البيضاء"، الذين قاموا باستفزازات بالأسلحة الكيماوية.
لم تعد جائزة "الأوسكار" مرتبطة بالسينما وإنما أداة سياسية ودعائية، كما تم منحها لفيلم عن "الخوذ البيضاء".
عندما تفوز "المرأة" الملتحية، كونشيتا ورست بجائزة "يوروفيجن"، فإن ذلك لا يؤدي إلى انتشار المعايير الغربية الجديدة إلى العالم بأسره، ولكنه يثير اشمئزاز غالبية البشرية.
لم يعد الغرب يؤمن بالله منذ زمن بعيد، والكنيسة الكاثوليكية تحولت منذ فترة طويلة إلى منظمة سياسية، والبابا نفسه لم يعد أكثر من عنصر في آلة دعاية تحاول أن تفرض على الإنسانية بعض المعايير الأخلاقية التي تفيد الغرب.
فقد التقى البابا فرنسيس مؤخرا بزوجات النازيين الجدد الأوكرانيين، المحاصرين الآن في مصنع "آزوفستال" في ماريوبول، وكذلك مع بيوتر فيرزيلوف، عضو فرقة "بوسي ريوت" الإباحية الفاضحة، التي اشتهرت بحفلات جنس جماعي في أحد المتاحف بموسكو، وشجار في الكنيسة الأرثوذكسية الرئيسية في روسيا.
وقد نشرت على قناة تليغرام الخاصة بي روابط لصور ومقاطع فيديو تؤكد الجرائم والسلوك غير اللائق لهذه المجموعة، من غير المناسب نشرها في موقع RT على شبكة الإنترنت.
أود التذكير هنا بأن أعضاء هذه الفرقة هذه المجموعة حكم عليهم بالسجن لمهاجمتهم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، والآن يلتقي البابا فرنسيس أحد أعضاء هذه الفرقة. والسؤال لدي الآن: هل البابا من عبدة الشيطان؟ وما الذي يدافع عنه، وما هي رسالته للعالم؟ هل يؤيد النازية وتدمير المسيحية؟
لكن، هل تراني أبالغ؟ وفي نهاية المطاف، ألم يكن التدهور الأخلاقي للكنيسة الكاثوليكية أكبر بكثير في العصور الوسطى؟ ... دعونا نتذكر الحملات الصليبية، وصكوك الغفران، وفترة "حكم الإباحية" Pornocracy (المصطلح الرسمي لتلك الفترة هو "سلطة العاهرات") في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، عندما كان عدد من نساء أسرة ثيوفيلاكت الإيطالية الأرستقراطية الفاسدة قوية النفوذ، في القرن العاشر، يقمن بتعيين عشاقهن بابوات للكنيسة.
لقد تم بناء ديستوبيا جورج أورويل في الغرب، عندما يسمون الأسود أبيضاً، ويسمون الحرب سلاماً، ويسمون الشمولية ديمقراطية، فلا عجب أن تصبح المسيحية الغربية قائداً وواعظاً للقيم المعادية للإنسان.
يعاني المجتمع الغربي من أمراض خطيرة، ونحن بحاجة لحماية مجتمعاتنا من هذه العدوى بينما يحتضر هذا المجتمع.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف