هذا ما أعلن عنه الخبير الاقتصادي الأوكراني، فالنتين زيمليانسكي.
في الوقت نفسه، تم إغلاق الموانئ الأوكرانية، وأقرب ميناء يمكن تفريغ الفحم فيه لنقله عن طريق السكك الحديدية هو كونستانتا الرومانية. لكن مولدوفا أغلقت الحدود مع أوكرانيا، والجيش الأوكراني يدمّر الجسور، ليعرقل حركة القوات الروسية. من غير المحتمل أن تكون أوكرانيا قادرة على استيراد الفحم في الأيام والأسابيع المقبلة، أو بالأحرى، فيما تبقى من الوقت للنظام الحالي.
كذلك فقد قطعت أوكرانيا، قبل أسبوع، خطوط نقل الطاقة من روسيا وبيلاروس، التي كانت أوكرانيا تحصل عليها حتى وقت قريب.
وكانت القوات الروسية قد سيطرت في الأيام القليلة الماضية على محطة الطاقة الكهرومائية في كاخوفسكايا، والتي لا تزال تعمل، إلا أن القوات الأوكرانية تطلق النار باستمرار على السد الكهرومائي.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم عن سيطرتها على محطة زابوروجي للطاقة النووية، والتي تمثل 20% من إجمالي الكهرباء المولّدة في أوكرانيا. لن أتفاجأ إذا ما بدأت القوات الأوكرانية في قصف هذه المحطة النووية أيضاً. لكنها لا زالت تعمل حتى اللحظة الراهنة.
لعل حقيقة استمرار عمل محطات الطاقة التي تقع تحت السيطرة الروسية وتزويدها بالكهرباء لعموم أوكرانيا تعود إلى واقع أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد صرح مراراً وتكراراً أن روسيا لا تشنّ حرباً ضد شعب أوكرانيا. لهذا فمن المتوقع أن تستمر روسيا في توفير الكهرباء لأراضي أوكرانيا، الواقعة مؤقتاً تحت سيطرة نظام زيلينسكي.
ومع ذلك، فمن الواضح أنه في غضون 2-3 أسابيع، حينما يتم استنفاد الفحم في محطات الطاقة، ستواجه أوكرانيا أزمة طاقة كارثية. وإذا توقفت روسيا عن ضخ الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا، فسوف تندلع الأزمة أسرع وأقوى.
وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة لمنع وقوع كارثة إنسانية في حالة نقص الكهرباء، فمن المحتمل أن توفر روسيا الكهرباء في المقام الأول لتلك الأراضي التي تسيطر عليها. إلا أنني لا أستبعد أن يأمر بوتين بتزويد المحطات التي تسيطر عليها روسيا بالفحم الروسي لتجنب كارثة إنسانية في عموم أوكرانيا، بما في ذلك حتى الأراضي التي لا تسيطر عليها روسيا.
بقي فقط أن نأمل ألا يستمر نظام زيلينسكي في الحكم أكثر من 3 أسابيع، وإلا سيواجه السكان، على الرغم من ميل الطقس للدفء، صعوبات كبيرة.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف